جلال دويدار
صفقتا السلاح السعودية إنقاذ لرئاسة «ترامب»!!
كل المتابعين للشأن الأمريكي يعلمون ويدركون أن صناعة وتجارة السلاح في أمريكا لها التأثير الأكبر إن لم تكن الأوحد في اختيار وتحديد الشخصيات الحاكمة في أمريكا دولة القطب الواحد. يأتي ذلك انطلاقا من أن هذا النشاط يمثل ركيزة أساسية للاقتصاد الأمريكي رواجا أو كسادا. علي ضوء هذه الحقيقة فإن دعم هذه الشركات ذات النفوذ غير المحدود للانتخابات الأمريكية يعد أمراً حيوياً لأي رئيس يتولي السلطة في الولايات المتحدة.
في هذا الإطار فإن أحدا لا ينكر تدخلات هذا القطاع بالتمويل العلني والخفي لحملات انتخاب أي رئيس جديد والتي تصل كما هو معروف إلي مئات المليارات من الدولارات. وفقا لهذا الواقع الأمريكي المستمر والمتواصل فإن أي رئيس أمريكي يحرص علي أن يكون محل رضاء صناعة السلاح ذات السطوة غير المحدودة. يأتي ذلك من خلال ابرام العقود لصالح تسليح الجيش الأمريكي وتمويل إنتاج جميع أنواع الأسلحة الجديدة المتطورة.
إن سعي الرئيس للحفاظ علي استقرار حكمه مرهون بما يمكن أن يبذله من جهود ونفوذ وضغوط من أجل عقد صفقات السلاح مع الدول الخارجية. نجاحه في تحقيق هذا الهدف يعني تدفق مئات المليارات من الدولارات لصالح هذه الشركات يضاف إلي ذلك ما يترتب علي تعاظم الإنتاج من إتاحة لفرص عمل جديدة وهو ما يعد قياسا مهما لمدي نجاح أو فشل أي رئيس.
لا جدال بشأن ايجابية نظرة وتقييم المراقبين لصفقات بيع السلاح التي عقدها الرئيس ترامب خلال زيارته للمملكة العربية السعودية سواء مع الرياض أو دول الخليج الأخري.. فانهم يرون أنها ستكون عاملا حاسما لصالحه في مواجهة الحملة الشرسة التي تستهدف عزله من خلال تصاعد الاتهام بوجود تدخل روسي لصالحه في الحملة الانتخابية. هذه الصفقات لابد وأن تسيل لعاب المجتمع الأمريكي الصناعي والسياسي تقديرا لانعكاساتها الايجابية علي الوضع الاقتصادي الأمريكي لفائدة كل اطياف المجتمع في الولايات المتحدة.
وفقا لما هو معلن فإن العقود العاجلة مع السعودية وحدها بلغت ١١٠ مليارات دولار بينما بلغت العقود الأصلية ٣٨٠ مليار دولار.
عودة ترامب من هذه الجولة الخليجية وفي جعبته هذه العقود الضخمة التي تضمن مواصلة شركات تصنيع وتجارة السلاح الأمريكي حصد الأرباح الهائلة.. سوف تجعله قوياً وقادراً علي مواجهة المتربصين به.
من ناحية أخري في نفس الوقت فإنه لا يخفي هدف عقد هذه الصفقات بالنسبة لتأكيد العهود الأمريكية لدعم أمن الخليج في مواجهة النفوذ والنزعات العدوانية الإيرانية.
إذن وعلي هذا الأساس فإنه يمكن القول إن عائد رحلة ترامب إلي السعودية ولقاءاته السياسية سوف تكون بمثابة إنقاذ لرئاسته من السقوط وطمأنة في نفس الوقت للسعودية ودول الخليج.