مرسى عطا الله
نحن وترامب.. الحلم والكابوس!
مهما يكن الرأى بشأن أهمية قيام الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بأول جولة خارجية له بعد تسلمه مقاليد السلطة فى واشنطن قبل 5 أشهر قاصدا المنطقة العربية ومخاطبا الأمة الإسلامية وزائرا للأراضى الفلسطينية وملتزما بالخصوصية فى العلاقات الأمريكية الإسرائيلية... مهما يكن الرأى فإنها تعتبر زيارة تاريخية وخطوة استراتيجية قد يحسبها البعض لصالح ترامب وقد يرى فيها البعض الآخر نجاحا لتيار الاعتدال والعقلانية الذى تتصدره مصر والسعودية والأردن ودولة الإمارات العربية.
والحقيقة إنه فى حين يرى البعض فى جولة ترامب إعادة إحياء للحلم الأمريكى الذى كان يبهر دول المنطقة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية دعما لاستقلال الشعوب وحق تقرير المصير فإن البعض الآخر يتخوف من أن تكون الجولة مقدمة لإحياء الكابوس الأمريكى الذى بلغ ذروته فى مرحلة ما بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 بسلسلة الحروب المدمرة فى أفغانستان ثم العراق والتى وضعت كثيرا من بذور القلاقل والاضطرابات فيما سمى بالعواصف الهوجاء للربيع العربى المزعوم بدءا من عام 2011 وما رافق ذلك من تصاعد ملحوظ فى النشاط الإرهابى الذى انتقل مركزه من تنظيم القاعدة فى أفغانستان إلى تنظيم داعش فى سوريا والعراق.
ومع أنه من السابق لأوانه إصدار حكم نهائى بشأن نتائج جولة ترامب إلا أن الشعوب العربية والإسلامية تتمنى على واشنطن أن تنتصر للحلم ضد الكابوس وأن تمارس دورها كقوة عظمى حافظة للسلام وراعية للتسويات العادلة خصوصا القضية الفلسطينية وليست داعمة للظلم أو مساهمة فى صنع الأزمات.
الحلم الأمريكى فى نظر شعوب المنطقة يرتبط بالتزام أمريكى بمساندة حق الشعوب فى تقرير مصيرها والعمل فى إطار منظومة دولية لمحاربة الفقر والجوع والأوبئة والتخلف والتلوث وتأكيد احترام حقوق الإنسان وحقوق المرأة والطفل بالتخلى عن الموقف المائع من مسألة تصنيف الفكر المتطرف والإرهاب المسلح على قوائم الإرهاب... وما عدا ذلك كوابيس تثير ذعر المنطقة.
خير الكلام:
<< أخطر ما فى النجاح أن نسكر بنشوته!