عبد اللة هاشم
صلاة التراويح أم الألعاب النارية؟
كل عام وأنتم بخير بمناسبة قدوم شهر رمضان المعظم الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان نعم أنه شهر الله تعم فيه النفحات الربانية علي عباده الصالحين ويقبل الله فيه توبة التائبين وهذا الشهر الكريم فرصة لشحن النفوس بالطاعة والعبادة وقراءة القرآن وتهذيب النفس والبعد عن الملذات.
في الواقع أن الكثير من الناس لم يغتنموا هذا الشهر المبارك ويمر عليهم مثل أي شهر من شهور العام هؤلاء يعيشون في ضلال ولقد طمس الله علي قلوبهم وأعمي بصيرتهم تجدهم يلهثون وراء تجارتهم وحب المال والشهوات والملذات هؤلاء هم الخاسرون بل هم أضل سبيلا.
من بين هؤلاء الذين يتاجرون في الألعاب النارية والمفرقعات التي يستخدمها الأطفال والشباب طوال شهر رمضان وكذلك الذين يفتحون البارات والكازينوهات والملاهي لعمل السهرات ويطلقون عليها السهرات الرمضانية وتجد في هذه السهرات كل الموبقات وكل ما يغضب الله من ترف وإسراف وتبرج وافعال شيطانية وتجد البعض يتحدثون عن الصيام وكأنهم من الأولياء ويدعون انهم صائمون ويرفضون السحور في المنازل لكنهم يتوجهون للسحور في الفنادق العائمة ودور اللهو وينفقون الأموال فيما يغضب الله.
في كل عام نجد وزارة الكهرباء تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يحدث في الشوارع من مخالفات في تعليق أنوار الزينة والاضاءة والاسراف في استخدام الكهرباء الذي يسبب أعطالاً في المنازل وانقطاعاً للتيار في أوقات الذروة فهل وزارة الكهرباء غير قادرة علي منع هذه المخالفات مع ان رمضان برئ من هذه الخرافات والعادات السيئة لأن رمضان عبادة وتقشف وحجب شهوات النفس والبطن وعدم الإسراف فيها.
أعتقد أن الأجهزة الرقابية غائبة في رمضان لاننا نجد الباعة الجائلين الذين يمثلون خطورة علي صحة المواطنين يعرضون المأكولات والمشروبات المختلفة ولم نجد مفتش الصحة حتي لمجرد المرور علي هولاء الباعة والمحلات وهذا يمثل تصريحا من وزارة الصحة لهؤلاء الباعة الذين يبيعون السلع المجهولة المهم ان المسئول نفسه يقول لك رمضان كريم وكل سنة وأنت طيب "خلي الناس تاكل عيش" هذا ما يقال وعند وقوع المصيبة نجد الأجهزة تتبرأ من هؤلاء الباعة وتلقي اللوم علي المواطنين.
اذا لماذا لن نجد حماس وزير الأوقاف في مثل هذه المخالفات لماذا لم يصدر فتوي بمنع الألعاب النارية التي تسبب ازعاجا للمواطنين وتسبب اضراراً صحية ومالية لكل أسرة هل وزير الأوقاف مسئول عن منع صلاة التراويح في مكبرات الصوت فقط أم انه غير مسئول أمام الله عن هذه المخالفات التي تجدها في الشارع وتؤرق الرأي العام ولماذا لم يدرس وزير الأوقاف أن هذه المخالفات أصبحت ظاهرة وخاصة في شهر رمضان مع أن الشهر الكريم برئ من هذه الخرافات لكن أين دور وزارة الداخلية ثم الأوقاف ثم الصحة ثم الكهرباء لمنع المخالفات التي سوف يحاسبنا عليها الله.
اخلصوا لله فان العبادة ليس تقليداً أعمي أو مجرد صورة لخداع الناس ورمضان يحتاج منا إلي اصلاح النفوس وشحنها بالايمان والتقوي والطاعة وصلة الرحم ونبذ الخلافات والشحناء بين الناس فهل نستفيد أم يمر علينا شهر رمضان ونحن في غيبوبة عن الله.
اقتنصوا هذا الشهر الكريم وتقربوا إلي الله عسي الله ان يمحو خطايانا وأن يجعل لنا بعد الضلال هداية وبعد العصيان طاعة وأن نغير من أنفسنا ونمنع المخالفات في الشوارع ونحمي المواطنين من الأمراض وازعاج الأهالي من الألعاب النارية التي أصبحت ظاهرة في الشهر الكريم.. فهل يصدر وزير الأوقاف فتوي بهذا مثلما حاول منع استخدام مكبرات الصوت في صلاة التراويح.