فتحى حبيب
الرئيس يضع العالم أمام مسئولياته
جاءت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي أمام قمة الرياض العربية الإسلامية الأمريكية قوية ومعبرة وشاملة وشافية لصدور المصريين والعرب بل والمنصفين بالعالم أجمع.
قدم الرئيس رؤية صادقة واستراتيجية متكاملة عن كيفية مواجهة ظاهرة الإرهاب بجميع صوره وأشكاله ودحره والقضاء عليه تمامًا واضعاً العالم كله أمام مسئولياته التاريخية لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التي تفشت وانتشرت بفعل فاعل وتقف وراءها أجهزة مخابرات بعض الدول التي لاتريد النماء والاستقرار والأمن والأمان لمنطقة الشرق الأوسط.
كلمة السيسي أمام القمة جاءت الأقوي وشخصت الداء بحنكة وحكمة.. حيث أكد علي ضرورة التصدي للإرهاب الأسود الذي بات يهدد الأمن والسلم الدوليين ويقضي علي الأخضر واليابس.. علي نحو شامل ومواجهة جميع التنظيمات الإرهابية دون تمييز وعدم اختزالها في تنظيم أو اثنين وأنه لا مجال لاختصار المواجهة في مسرح عمليات واحد دون الآخر.
تساءل الرئيس بحنكة القائد العسكري والمخابراتي: أين تتوفر الملاذات الآمنة للتنظيمات الإرهابية لتدريب المقاتلين ومعالجة المصابين منهم وإجراء الإحلال والتبديل لعتادهم ومقاتليهم.. ومن الذي يشتري منهم الموارد الطبيعية التي يسيطرون عليها كالبترول مثلاً.. ومن الذي يتواطأ معهم عبر تجارة الآثار والمخدرات.. ومن أين يحصلون علي التبرعات المالية.. وكيف يتوفر لهم وجود إعلامي ضخم عبر وسائل إعلام ارتضت أن تتحول لأبواق دعائية للتنظيمات الإرهابية؟!
نعم يا سيادة الرئيس لقد عبرت في كلمتك عن الشعب المصري بجميع اتجاهاته وانتماءاته السياسية والحزبية والشعبية.. كشفت في كلمتك الرائعة أسباب الإرهاب الأسود وأبعاده التي لم يجرؤ أي رئيس دولة علي طرحها.. ولكن لأنك أنت السيسي.. ورئيس أكبر دولة عربية ولها جيش درع وسيف ولا يقهر كشفت حجم المؤامرة التي تستهدف الدول العربية وتفكيكها ومن يقف وراءها من منطلق مسئولياتك الوطنية والعربية والإسلامية ولأنك تخشي الله وتتقيه.
نعم سيدي الرئيس كل من يدعم الإرهاب ويموله ويساندة ماديًا وإعلاميًا وبالسلاح شريك أصيل في الجريمة.. نعم: شعبك مؤمن بكل كلمة ذكرتها.. لقد أثلجت صدور المصريين.. عندما قلت إن هناك دولاً متورطة في دعم وتمويل المنظمات الإرهابية وتوفر لهم الملاذات الآمنة.. فالشعب المصري يدرك ذلك جيدًا باستثناء أهل الشر الذين يشاركون في دمار المنطقة.
ولأن الرئيس يدرك دائمًا أهمية حل القضية الفلسطينية وأنها مفتاح الاستقرار بالمنطقة أكد مجددًا خلال كلمته بقمة الرياض أهمية الحل العادل للقضية الفلسطينية وأن جهود مكافحة الإرهاب لن يُكتب لها النجاح وتصبح واقعًا ملموسًا إلا من خلال تسويتها عن طريق حل عادل وشامل ونهائي علي أساس حل الدولتين ومرجعيات الشرعية الدولية.
سلمت يا سيسي لمصر والمصريين.. لقد أعدت الوطن الغالي للصدارة إقليميًا ودوليًا وتحدثت بلسان الصدق فأخرست الغوغاء والمتآمرين والخونة والمتربصين بمصرنا الغالية.. معك يا سيادة الرئيس نسمو فوق الجميع.
وتحيا مصر.