المساء
محمد جبريل
داعش في فلسطين المحتلة
من التبسيط المخل أو الظالم أن نلقي تهمة الإرهاب علي الأدوات الفاعلة. ولا ندين القوي المخططة والمدبرة والداعمة للعمليات الإرهابية.
في رواية للأسير الفلسطيني المحرر تامر سباعنة انه التقي في تنقله بين عدد من سجون الاحتلال الإسرائيلي أتباعا للفكر التكفيري المتشدد القاعدة وداعش وبيت المقدس وغيرها من المسميات وان صنف غالبيتهم أنفسهم بأنهم داعشيون بل ان وسائل الإعلام الإسرائيلية تصر علي ان تنسب معظم العمليات داخل فلسطين المحتلة. إلي أعضاء في داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية.
الغريب في رواية الأسير الفلسطيني أن عددا كبيرا من هؤلاء الداعشيين من مواطني فلسطين ما قبل 1948 وأنهم لم يلتقوا قيادات من التنظيم الإرهابي. بل إن صلاتهم بفصائل المقاومة الفلسطينية معدومة وغالبيتهم تغيب عنهم المعاني الحقيقة للإسلام. إلي جانب أن بعضهم يضمر لفتح وحماس والشعبية عداء بتأثير الميديا الصهيونية التي تنسب إلي الفصائل الفلسطينية قسوة الأوضاع التي يعانيها مواطنو الداخل والضفة الغربية وغرة العنف الذي وسم به الكيان الصهيوني حياة الفلسطينيين إنما هو ردود أفعال لعمليات المقاومة. حتي مظاهرات الحجارة تأخذ صفة اللامشروعية وتواجه بالرصاص الحي!
أخطر ما تعرف إليه الأسير المحرر في تشابك الخيوط أن هؤلاء الداعشيين لا ينتمون لفصيل ما من الفصائل الفلسطينية المقاومة بل ان وسائل الاتصال الاجتماعي كانت سبيلهم للدخول إلي دنيا الإرهاب التي فتح أبوابها ضباط متمرسون من الموساد!
أعاد خبراء الموساد رسم خريطة المقاومة الفلسطينية. نسبوا الفكر المتأسلم إلي القيادات الفلسطينية. وحملوها مسئولية الإرهاب الذي غاب تماما عن الكيان الصهيوني. بينما تحولت الأقطار العربية - علي أيدي عملائه - إلي ساحات تدمير واغتيال واقتتال وحروب أهلية!
لم يكن اغتيال القائد الفلسطيني مازن فقها - مؤخرا - بيد عميل لحكومة الاحتلال ولا فصيل فلسطيني بل أعلن القاتل - فور القبض عليه - انه ينتمي إلي داعش! وضع ماشئت من علامات التعجب!
جعل التنظيم الإرهابي من الساحة العربية مجالات لعملياته الدموية المدمرة. بينما لا تزيد عمليات المقاومة في فلسطين المحتلة عن ردود أفعال فرضتها المعاملة القاسية التي يعاني الفلسطينيون تأثيراتها. وعرفنا ما كان مخفيا من الملامح الحقيقية لمدبري جرائم داعش. أساتذة الإرهاب والمؤامرات والعمليات القذرة. بمحاولة صنع إرهابيين من الشباب الذي تكرر اصطدامه بجدار اليأس. سواء بالبطالة التي طحنته قسوتها. أو السجن الكبير الذي صارت إليه مدنه وقراه. أو الجمود العابث الذي استقرت عليه المفاوضات - منذ أوسلو - بين سلطة الاحتلال والسلطة الفلسطينية ولعلي أذكر بقول المحلل الأمريكي كيفن باريت إن داعش صنيعة إسرائيلية. اخترعته ليحار بالنيابة عنها وإشارة باريت إلي أن المذابح التي يرتكبها داعش مماثلة للجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف