الجمهورية
صلاح عطية
هل تعود السياحة الروسية؟!!
* هذه المساحة لا تتسع بطبيعة الحال للحديث عن "المسألة الروسية" علي إطلاقها.. ولذلك أقصرها هنا اليوم علي نقطتين محدودتين. أتناولهما باختصار شديد.. تفرضه أيضاً المساحة المتاحة.. كما تفرضهما أيضاً الحاجة إلي طرقهما في هذه الفترة.. أولاهما بطبيعة الحال. السياحة الروسية إلي مصر.. والثانية هي المفاعل النووي لتوليد الكهرباء بالضبعة.
* أما عن السياحة الروسية.. فعلي عكس ما كان يقول به البعض منذ شهور. عن قرب عودة هذه السياحة.. كنت أقول إنها لن تعود في المنظور القريب.. وقد كتبت هذا منذ أكثر من ستة أشهر.. ولم أكن متشائماً.. بل كنت قارئاً لواقع الحال في تطورات المسألة الأمنية.. التي اتخذت ذريعة لإيقاف السياحة والطيران. كذلك بين البلدين.. وقلت ومازلت أقول: إن طلبات الروس في هذا الشأن لن تنتهي.. وكلما استجبنا إلي طلب. سوف يقدمون غيره.. وهذا ما يحدث حتي هذه اللحظة.. لأن النية غير متوفرة لدي الروس لعودة هذه الحركة السياحية.. وهم في الوقت الذي يمنعون هذه الحركة السياحية عن مصر يسمحون بها لتركيا.. ويزداد عدد سياحهم إليها.. بل يسمحون لسياحهم بالتوجه إلي تونس التي زارها منهم في العام الماضي نحو ستمائة ألف سائح روسي.. وسيزداد العدد هذا العام إلي أكثر من مليون سائح.. وهو سوق جديد يكتشفه الروس.. وسوف يؤثر بلا شك علي السوق المصري. إذا قدر للسياحة الروسية أن تعود يوماً ما إلي مصر.. ولكن سيبقي المقصد السياحي المصري دائماً بلا منافس.. خاصة في موسم الشتاء.. حتي جزر الكناري والتي يتحول إليها البعض شتاءً.. لن تستطيع منافسة مصر.. رغم محاولاتها مجاراة مقاصدنا السياحية.. وزيارات شركاتها المتكررة للغردقة وشرم الشيخ للاطلاع علي كل تطور فيها.. ومحاولات اللحاق والمنافسة معهما.
* وقد حاولت أن أجد تفسيراً للموقف الروسي.. دون جدوي.. وقد أتيحت لي ثلاث زيارات لروسيا خلال أقل من عام.. كانت أولاها في يونيه الماضي. والثانية في نهاية سبتمبر الماضي.. وكانت لموسكو.. أما الثالثة فكانت منذ أيام لجمهوريتين من جمهوريات الاتحاد الروسي هما "تترستان" و"بشكور كوستان".
* في كل من هذه الزيارات لم أصل إلي إجابة شافية عن سبب توقف السياحة الروسية إلي مصر بعد تلبية طلبات الأمن الروسي المتكررة. كانت معظم الإجابات إن حجم الكارثة التي أصابت روسيا بوفاة 240 من مواطنيها تقف حائلاً نفسياً دون العودة.. ويضاف إليها في الزيارتين الأخيرتين ما ردده أمامي بعض من التقيتهم من مسئولين سياحيين أن المسألة سياسية في الأساس.. وأن الأمر متصل بقائدي البلدين.. وهو رأي ليس فيه جديد.. فهذا ما نسمعه.. ولا نعرف عما يتحدثون فيه من أسباب سياسية.. سواء بين البلدين. أو بين القائدين.
* وهذا لا ينفي أن المقصد السياحي المصري مازال مفضلاً عند الروس.. وأن بعض الروس يجيئون إلي مصر مع رحلات من بلدان أخري.. كما أن ترقب الروس للسماح لهم بزيارة مصر لا يتوقف.. وقد التقيت في زيارتي الأخيرة إلي روسيا بالكثيرين الذين يعتزون بزيارتهم لشرم الشيخ وللغردقة. وبعضهم يصارحني بأنه زار البلدين مرات عديدة.. وأنه ينتظر بدء الرحلات ليعود إلي شرم الشيخ والغردقة.. وربما نشأ عن هذا الحنين إلي مصر ما يمكن أن نسميه ضغطاً في المستقبل لاستئناف الرحلات الروسية إلي مصر. وربما أيضاً سمعنا أو رأينا شيئاً في المسألة السياسية بين البلدين.. أو حلحلة لهذه "المسألة الروسية"!!
* أما النقطة الثانية في المسألة الروسية التي أشير إليها باقتضاب اليوم. فهي موضوع المفاعل النووي في الضبعة.. وقد بدأ الحديث يتردد عن جدوي هذا المفاعل. في ظل المخاطر المترتبة عليه. سواء من حيث الأمان النووي.. أو من حيث التمويل الذي يلقي علي الأجيال المقبلة بعبء دين يقترب من 30 مليار دولار.
* والأحاديث التي تتردد اليوم تحتاج إلي حسم.. ويوجزها أن الطاقة الكهربائية المقدرة من هذا المفاعل النووي بهذه التكلفة المرتفعة. يمكن الحصول عليها من محطات الكهرباء العادية. بتكلفة لا تزيد علي الثلث.
* ويثار هذا مع عناصر الأمان.. وأيضاً مع التمويل والديون. ومع اقتراحات بأن تسدد مصر القيمة "سياحياً لروسيا" أو مبادلة بالسياح الروس.
* هذا الحديث يحتاج إلي الحسم.. سواء بالمضي في المشروع.. أو العدول عنه.. ولابد من أن يلقي الأمر في كل الأحوال اهتماماً.. وأن يفتح من جديد باب النقاش حوله بين المختصين والاقتصاديين.. ولنا عودة إلي هذا الموضوع بإذن الله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف