أيام قليلة ويهل شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا بكل خير .. وكما جرت العادة فإن الاستعدادات للشهر الكريم لها طابع خاص حيث يتبارى البعض فى الاستحواذ على أكبر قدر من السلع الضرورية وغير الضرورية مما يتسبب فى تدمير تام لميزانية الأسرة.
ونظرا لأن الغالبية العظمى من الأسر المصرية لم تعد قادرة حتى على توفير متطلباتها المعيشية العادية فكيف لها أن تستعد لرمضان بالشكل الذى كان يحدث من قبل. ومادام أن الأمر على هذا النحو من الارتباك وأن الصورة أصبحت ضبابية. ومادام أن الاستعداد لرمضان لم يعد فى استطاعة حتى الأسر الغنية بعد أن أصبحت الطبقة المتوسطة فى ذمة الله، علينا أن نستعد لرمضان بشكل آخر بعيدا عن الياميش والمكسرات.. وذلك بأن نبحث فى داخلنا عن بقعة الضوء البيضاء لننطلق من خلالها نحو عالم آخر بكل تأكيد سيكون أفضل بكثير مما نحن فيه الآن .. علينا أن نتجه الى الله وأن نعيد ترتيب علاقتنا بالخالق ربما يكون هذا الوضع المؤلم الذى نعيشه الآن نتيجة ابتعادنا عن الله . ربما يرى البعض أن حتى هذا الأمر قد يكون صعبا وسط ما نرتكبه يوميا من ذنوب ومعاص تتم بشكل تلقائى دون أن نقصد .. ولكن الحقيقة غير ذلك فأبواب السماء مفتوحة دائما حتى وإن كانت الذنوب تملأ مابين السماء والأرض فرحمة الله وسعت كل شيء.نعم علينا أن نتجه الى الله وأن نقول «يارب» .. نقولها بقلوبنا لا بألسنتنا.. نقولها ونحن على يقين بأن الله سيفرج عنا الكرب والهم والغم .. نقولها ونعمل بها لأنها في هذه الحالة ستصبح المفتاح الذى نفتح به أبواب الرضا والسعادة وراحة البال. وكل عام ومصر بخير.