الأهرام
اسماء الحسينى
قمة القرن
فى ختام جولته بالمنطقة وخلال زيارة قصيرة استغرقت أقل من ساعة، لم يأت على لسان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خلال كلمته مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس ذكر للدولة الفلسطينية أو حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧أو الأراضى المحتلة أو إدانة التوسع فى المستوطنات أو أي من الحقوق الفلسطينية، واكتفى بالحديث عن محاربة الإرهاب، وبحديث فضفاض عن سلام لايدرى أحد كنهه حتى الآن، ولم يكن ذلك محض صدفة، وهو أمر لا ينبىء بخير.
وكان حريا بالبيان الختامى الذى صدر عن قمة الرياض التى يحق لها أن توصف بقمة تأكيد هذه الحقوق الفلسطينية العربية، التى يعد اغتصابها وإجهاض تحقيقها أساس كل بلية فى المنطقة، وقد جمعت القمة زعماء وممثلى ٥٥ من الدول العربية والإسلامية، وجعلت شعارها مكافحة الإرهاب، وسيحسب عليها لا لها القرارات والسياسات التى ستكشف عنها الأيام والشهور المقبلة، من تناول الولايات المتحدة لقضايا العالم الإسلامي. الرئيس ترامب خرج من هذه القمة بصفقات لمصلحة الاقتصاد الأمريكى لا تقل عن ٤٦٠ مليار دولار، والسعودية خرجت من القمة بتعهدات أمنية إضافية ووعود معلنة وغير معلنة لكبح جماح المخاطر الإقليمية التى تحيط بها، وبتجديد الشراكة الاستراتيجية مع واشنطن بتعهدات مالية باهظة، والعرب والقضية الفلسطينية خرجوا بوعود فضفاضة عن السلام تحتاج إلى أفعال من الشريك الأمريكي، والعالم الإسلامى والمسلمون مازالوا ينتظرون العدالة لقضاياهم، من احتلال وسلب لمواردهم، والخلط بين الإسلام والتصرفات الإجرامية، التى تقف وراءها عصابات المافيا وأصابع الاستخبارات.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف