سمير عبد العظيم
الصلح عاد.. بين الأهلي وجماهيره
لا يصح إلا الصحيح.. عندما يعود فريق كبير صاحب أمجاد وتاريخ وألقاب هي الأكثر إلي عهده من التألق بعيدا عما إذا كانت هذه العودة علي ملعبه أو خارج بلاده ويخرج فائزا مستعيداً مكانه في القمة فإن ذلك لا شك يستحق الاشادة والاعتراف بأحقيته في الانتصار علي عكس مع حدث من ذات الفريق من التراجع المفاجئ بأداء باهت بلا غيرة أو حماس ونتائج غير مرضية.
هذه المقدمة تنطبق تماما علي فريق الكرة بالأهلي الذي انزل الخوف.. والحيرة.. والغضب علي جماهيره والتي ظلت كثيرا طوال الموسم الحالي وكانت آخرها الثلاث مباريات الأخيرة الانتاج والشرقية وبينهما زاناكو الزامبي في بطولة ا فريقيا والتي انتهت جميعها بالتعادل مما اضطر اتباع الفريق للتعبير عن غضبهم وحزنهم وخوفهم والتي كان مرجعها بعض الخلاف في وجهات النظر بين المدير الفني الكابتن حسام البدري ولجنة الكرة والإدارة وانعكس بالقطع علي أفراد الفريق بطريقة غير إرادية لم يعهدها نادي القرن من قبل.
غير أنه وبطبيعة القلعة الحمراء استطاع الكل جمع الشمل وكما انعكس الخلاف بنتائج سلبية.. جاء الصلح العائد إلي نتيجة ايجابية اسعدت الجميع عندما شاهدوا الفريق وهو يلعب مع فريق القطن الكاميروني أحد الاندية الحديثة في القطر الصديق خلفا لفرق عريقة أخري في بلاده امثال يونيو دولا صاحب لقب اول بطولة لاندية القارة وكانون ياوندي صديق الأهلي في بطولات الكأس والرعد الكاميروني وعلقته الشهيرة لفريق الاتحاد السكندري التي عاد منها نصف الفريق مصابا وراسنبج وغيرهم.
ولعل كل من شاهد مباراة الأمس للأهلي وهو يلعب في الكاميرون علي ملعب أشبه "بجرف" كما تراه في قرانا بأرضية جافة بلا نجيل اللهم بطريقة تخزي العين فقط أثمرت عن أكثر من اصابة لابناء الأهلي كما حدث مع حسام عاشور وعبدالله السعيد اللذين تم استبدالها ومع ذلك نفذ الفريق الفكر الصحيح للمباريات الافريقية أو الكرة بصفة عامة بنظرية ثبت نجاحها وهي أن احراز هدف مبكر أو اثنين يجعل الفريق الفائز يلعب مستريحا ويستطيع زيادة الرصيد من الأهداف والامساك بزمام المباراة وعلي الجانب الأخر يجعل المنافس يسعي للتواجد في المباراة خاصة اذا كان يملك الادوات والامكانيات التي تمكنه من التعويض وهو الذي لم يحدث مع القطن الكاميروني لضعف خط دفاعه وكان يمكن أن ترتفع نتيجة المباراة لصالح الأهلي إلي خمسة أهداف لو تحققت الفرص الثلاثة التي لاحت لكوليبالي ومؤمن زكريا وميدو جابر خلاف ما لاح لآخرين.
وهي نظرية ناجحة للأهلي الذي لم يفرط في دفاعاته ونجح في ايقاف خطورة مهاجمي القطن وإن ضحي بخط الوسط في أحيان كثيرة.
ووضح أن اللاعبين في تلك المباراة فاقوا وأدركوا أن ا لنتائج الايجابية تعود أول ما تعود عليهم شخصياً ولن تأتي الايجابيات إلا منهم ولهم.. فضلا عن ملاحظة الجميع البشاشة التي بدت علي وجه كل من حسام البدري وسيد عبدالحفيظ من أداء فريقهما من تقارب الخطوط وغلق منطقة دفاعات الخصم والانتقال بين جنبات الملعب بهدوء واستثمار امكانيات اللاعبين واستغلال ثغرات المنافس.
ولعل أن تكون مباراة القطن قد فتحت نفس اللاعبين لاستثمار كل هذه الامكانيات في المباريات المحلية القادمة لاعلان بطولته وهي تتركز في بعض منها القليل ويكون لقاؤهم القادم مع المقاصة هو الفاصل أو يتأخر قليلا لا يهم لأن كل ما أقصد أن يكون ما حدث من سحابة الصيف التي سيطرت علي الفريق قد انقشعت وسطعت من جديد شمس التألق والانتصار والألفة محلياً وأفريقياً وعربيا ويعود الأهلي الذي يعرفه الجميع حيث يصب كل ذلك في المنتخب ويكون عاملا فعالا للوصول للمونديال القادم.