يقول ابن خلدون: "إن المؤرخين والمفسرين كثيراً ما وقع لهم من المغالط في الحكايات والوقائع لاعتمادهم فيها علي مجرد النقل. غثاً أو سميناً. دون أن يعرضوها علي أصولها أو يقيسوها بأشباهها. النقلية التاريخية هي التي أملت أن قابيل وهابيل هما- فحسب- ابنا آدم وحواء وأغفلت ابناً ثالثاً هو "شيث" الذي ورد ذكره في التوراة. ومعني شيث هبة الله. سماه آدم وحواء بذلك. لانهما رزقاه بعد ان قتل قابيل أخاه هابيل. وعندما احترقت روما. لم يكن نيرون يعزف علي القيثارة. لسبب بسيط: أن القيثارة لم تكن قد اخترعت بعد. فضلاً عن أن نيرون- عند نشوب الحرائق- كان في فيلته الخاصة في تريوم. علي بعد خمسين ميلاً من روما. ولم يغادر الفيلا إلا بعد ان استحالت عاصمة الرومان رماداً. ولما حاول نيرون ان يفر من اتهام جماهير روما بأنه اشعل النيران في مدينتهم. وغني وسط الدمار أعاد صدي الاتهام اتهاماً مقابلاً للمسيحية الناشئة وأن أبناءها هم الذين اشعلوا النيران في المدينة الجميلة ولان الاقلية المسيحية كانت في موضع الريبة والشك. والرفض أيضاً فقد صدقت الجماهير كلمات الطاغية دون تدبر واتجهت بانتقامها إلي المسيحيين وكانت الاشاعة الحاقدة هي التي دفعت العظيم سقراط إلي ارتشاف الموت ورفع الابهام إلي أعلي معناة الحفاظ علي الموت. بينما اشارة العفو- في الحقيقة- ان تظل قبضة اليد مقفلة. أما إشارة الموت فهي اخراج الابهام في أي اتجاه وإذا كانت كتب التاريخ في اتجاهها إلي النقلية قد وضعت هارون الرشيد في إطار اللهو والمجون والهنك والرنك فإن الواقع التاريخي يؤكد ان عصر ذلك الخليفة المفتري عليه كان من أزهي عصور النهضة العربية والاسلامية في أبعادها المختلفة واتهام الحاكم بأمر الله بالجنون والتعطش إلي الدماء والبشاعة والتدمير. تقابله محاولة انصاف تاريخي موضوعي يضع الرجل- في تقدير الدارس- في مكانته الصحيحة.
وانتهي الناقد الالماني س.ف. ولف في كتابه "مقدمة هوميروس" من خلال دراسة علمية واعية إلي ان هوميروس لم يكتب الالياذة والاوديسة وانما تبادل النظم شعراء كثيرون علي فترات متباعدة زمنياً والقول بأن اكتشف قانون الجاذبية الارضية لما شاهد تفاحة تسقط من الشجرة تدحضه الوثائق العلمية لاكاديمية العلوم البريطانية والتي تؤكد ان اكتشاف قانون الجاذبية الارضية إنما جاء محصلة جهد بذله نيوتن- لسنوات- مع العديد من علماء القرن السابع عشر. بالاضافة إلي أنه قد تم وضع قانون الجاذبية- في صورته العلمية- عقب سلسلة من التجارب الفيزيائية. استمرت أربع سنوات والنعامة حين تلمح الخطر تدفن رأسها في الرمال بل إن بيكيت أشار إلي وضع النعامة رأسها في الرمال علي لسان بطلة "مورفي" من يدري ما الذي تراه النعامة في الرمال؟ والنعامة- في الواقع- لا تفعل ذلك والتماسيح تبكي دموعاً. في حين انها بلا غدد تفرز الدموع والجمل يمكنه ان يستغني عن الماء بضعة أيام. لانه يختزن الماء تحت سنامه. والصحيح ان الجمل يختزن الدهن- لا الماء- في سنامه أو سناميه. وقلة احتياجه إلي الماء مبعثها ان جسمه لايكاد يفرز عرقاً.
والحمامة رمز السلام والمحبة. غاية في القوة والشراسة. بل إن الحمام- مثل الاسماك- قد يأكل بعضه بعضاً.. والامثلة كثيرة
أذكر قصة لعبد الحميد السحار عن مسئول اقتصادي مصر. سافر إلي أحد البلدان ليدحض الاتهام بأن الاحذية تصدر كل زوج من فردتين متشابهتين فتح الخبير الاقتصادي العشرات من صناديق الاحذية. حتي اقتنع التجار في البلد المستورد بأن الاحذية يمين وشمال. وقبل أن يصعد الطائرة عائداً إلي مصر. سأل مسئولاً كان في وداعه: هل تشكون شيئاً؟
قال المسئول في بساطة: فقط.. لا ترسلوا احذية من فردتين متشابهتين..!