المساء
طارق مراد
قضاء مصر وإنقاذ الرياضة
أخيراً جاءت اللحظة التي انتظرناها طويلاً.. قضاء مصر العادل ألقي كلمة الفصل.. واصدر حكمه التاريخي باعتبار مجموعات التراس الأندية الجماهيرية تنظيمات إرهابية محظورة لينقذ بهذا الحكم التاريخي ملاعبنا الخضراء من مظاهر التعصب والعنف والشغب التي سادتها في السنوات الأخيرة وارتفعت وتيرتها بعد قيام ثورة يناير عندما سالت الدماء عليها بسبب أساليب التشجيع المتطرفة التي اتبعتها تنظيمات التراس الأندية والتي وصلت إلي حد الهوس والجنون حتي جعلت الملاعب الخضراء مصدراً للرعب والتوتر والفوضي حتي مثلت بعضها البعض في جريمة اهتز لها وجدان العالم عندما سقط 74 شهيداً في مباراة الأهلي والمصري البورسعيدي.. لقد ابتليت الكرة المصرية بحفنة من مهاويس ومجاذيب الساحرة المستديرة وأصبح المشهد بملاعبنا غير حضاري شماريخ وألعاب نارية وشتائم وسباب فهربت الأسر من الذهاب للمباريات وتعرضت أنديتنا لعقوبات من الاتحادين الدولي والأفريقي بسبب تلك الاساليب الدخيلة علي ملاعبنا واستغل هؤلاء المجاذيب الاضطرابات السياسية وحالة الانفلات الأمني وزادوا من ارتكاب الكثير من مظاهر الشغب والعنف بالاصطدام برجال الأمن وحرق السيارات ليقتلوا بذلك المعاني الجميلة التي من أجلها يمارس الإنسان الرياضة والتي باتت أحد مظاهر الحضارة الحديثة.. كونها تحقق المتعة والتسلية لعشاقها والذين يزحفون خلف نجوم الرياضة وممارسيها للاستمتاع بمهاراتهم ومواهبهم التي تصل إلي حد الاعجاز في بعض الرياضات.. ولعلنا نتفق ان هذا الهوس في تصرفات تنظيمات التراس الأندية كان سبباً رئيسياً في الازمة العارضة التي تعرضت لها الكرة المصرية من إيقاف وإلغاء للدوري وحرمان الجماهير من حضور المباريات حتي تراجعت اللعبة للخلف فنياً واقتصادياً وبات الفشل مصير منتخباتها.. وأمامنا منتخب الفراعنة الذي تعرض لفضائح وتكرر فشله بالاخفاق في الصعود لنهائيات أممم أفريقيا ثلاث مرات متتالية وكلنا لا ينسي زلزال السقوط أمام غانا في تصفيات المونديال الذي سحق منتخبنا بنصف دستة أهداف.. وانطلاقاً من هذا الواقع الاليم الذي تعيشه الكرة المصرية تحت وطأة التهديد المستمر لشغب تنظيمات الالتراس فقد جاء الحكم التاريخي لقضاء مصر العادل ليعيد الأمن والاستقرار والهدوء والصورة الحضارية لملاعبنا الخضراء لمصر المحروسة بالتصدي بقوة القانون لحل هذه التنظيمات وما كنا ننادي به خاصة وان نظام الاخوان الإرهابي تمكن خلال فترة حكمه من استغلال شباب مجموعات الالتراس سياسياً وهنا تكمن الخطورة ولان ثقتي بان الكثير من هذا الشباب يتمتع بالنقاء والطهارة فإنني اري ان الحكم القضائي هو طوق النجاة لينقذهم من براثن المهاويس والمجاذيب الذين يقودون تنظيمات الالتراس ويستغلونهم لمصالحهم الشخصية سواء رياضياً أو تجارياً أو سياسياً.. وأخيراً وليس آخراً فنحن في مصر نؤمن شعب وقيادة سياسية بان بناء دولة مصر الحديثة لن يتم الا بتطبيق القانون علي كل مظاهر الفساد والإرهاب والجريمة والخروج عن القانون من يرتكبها ومن يقف وراءها.. ومبروك للرياضة المصرية وشعب مصر العظيم صدور هذا الحكم التاريخي ليبدأ الرياضيون معه صفحة جديدة بيضاء في تاريخهم بدون شغب ودماء.
* نداء إلي خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة صاحب المواقف الإنسانية.. حيث يرقد حالياً بمستشفي دمنهور يسري رحومة كبير مشجعي دمنهور يعاني من أزمة مرضية عنيفة لمعاناته من مشاكل في القلب وهو يحتاج لدعم الوزارة ولنجوم الرياضة بسبب التكاليف الباهظة التي يحتاجها العلاج وكلنا يعلم ان يسري رحومة من النماذج المشرفة للجماهير العاشقة للساحرة المستديرة ويذكرنا بتشجيع الزمن الجميل والذي انتقدناه في زمن مهاويس التراس الأندية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف