< ماذا يريد أمير قطر بالضبط؟ ولماذا كلما قويت شوكة مصر والمملكة العربية السعودية فى المنطقة يشتاط غضبًا، وينكشف على حقيقته، التى تكره أى تقدم يحرزه الرئيس السيسى والملك سلمان على الساحة الدولية؟ يبدو أن هذا الأمير الداعم على طول الخط للإرهاب والتطرف والتشدد حول العالم، مازال يعانى «قزمية دولته» التى لا تزيد فى مجملها على مساحة قرية فى مصر، أو مدينة فى السعودية. وليست «القزمية» وحدها عقدته، وإنما يعانى أيضا عبثية التوجه وانفصام الفكر، ففى الوقت الذى يدعم فيه الاخوان ماديًا ومعنويًا، تجده يقف فى الصفوف الأولى للمدافعين عن إيران، والمؤيدين للزحف الشيعى فى العراق وسوريا واليمن.... رجل عجيب!
< فلا تكاد تنتهى مناسبة عالمية يشارك فيها الرئيس المصرى أو العاهل السعودى، إلا ويخرج علينا تميم بن حمد بـ«افتكاسات» غريبة وتصريحات متناقضة، تثير الفتنة، وتحرج قادة الخليج، وتسىء إلى رؤساء وزعماء لهم من المكانة والاحترام والتقدير الدولى ما يفتقده تميم ودولته.
فما أن نجحت مصر والسعودية والإمارات فى صناعة تحالف عربى إسلامى جديد ضد الارهاب والدول الممولة له، فى القمة العربية الإسلامية والخليجية بحضور ترامب فى الرياض؛ حتى جن جنون الرجل، وبدأ يخبط فى الولايات المتحدة ورئيسها، ويسىء إلى مصر والإمارات والسعودية، ويدعى أن دولته مظلومة، متجاهلًا كل تقارير أقوى أجهزة الاستخبارات فى العالم التى تؤكد جميعها أن دولته كانت ولاتزال الراعى الحصرى للإرهاب والتطرف فى العالم، وأنها مازالت تؤوى عناصر إرهابية مطلوبة لأجهزة الأمن المصرية والعربية.
< ومن الواضح أيضًا أن تميم المهووس بالسلطة، بدأ يستشعر أن هناك مسافة كبيرة تفصله عن أقرانه فى مجلس التعاون من حيث علاقتهم بالإدارة الأمريكية، وخاصة الأمير محمد بن سلمان الذى يحظى بعناية خاصة فى البيت الأبيض يحسده عليها تميم، وهو ما يفسر اتهامه للسعودية بأنها ليست متجاوبة مع الدوحة، خاصة موقفها من الإخوان، وكأنه يحاول تصدير تورطه إلى الرياض، ملمحًا إلى أن التقارب الأمريكى السعودى ليس مجانيًّا، وإنما تقف خلفه صفقات أسلحة بالمليارات.
< ويبدو أن الأمير المتناقض يتخيل أن وجود قاعدة أمريكية فى «العديد» سينقذه من المأزق ومن تورطه فى دعم الإرهاب الذى أعلن ترامب الحرب عليه، أيًا كان موقعه ومصدره، متناسيًا أن المصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط لن تغفر له شطحاته، وستجبره على دفع ثمن هذه المراهقة السياسية التى تضر بالعلاقات الأمريكية العربيةـ الخليجية، خاصة أن الإعلام الأمريكى نفسه بدأ يضغط بقوة ويطالب دونالد ترامب بضرورة معاقبة قطر بسبب دورها فى دعم الإرهاب وتمويله.
< وفى الوقت الذى يؤكد فيه تميم أن بلاده نجحت فى بناء علاقات قوية مع الولايات المتحدة الأمريكية وإيران فى وقتٍ واحد، وأن إيران تمثل ثقلا إقليميًّا وإسلاميًّا لا يمكن تجاهله، يعود ويعترف بتوتر العلاقة مع واشنطن قائلا: «مع ثقتنا بأن الوضع القائم لن يستمر بسبب التحقيقات العدلية تجاه مخالفات وتجاوزات الرئيس الأمريكى».
< ويواصل تميم فُجره السياسى، ويدعو المجتمع العربى والدولى لمراجعة موقفه ضد قطر، وبينما يؤكد أن بلاده على علاقة جيدة بإسرائيل، يدعو إلى التعاطف مع حماس الإرهابية، معتبرًا إياها الممثل الرسمى للشعب الفلسطينى فى صراعه مع الصهاينة؟!
< إننى أناشد الشعب القطرى والإخوة الأشقاء فى الدوحة، أن ينصحوا أميرهم (أبو وجهين )، بسرعة التخلى عن مثل هذه المراهقات السياسية، وأن يعى جيدًا حجمه، وأن تكون كلماته وخطواته على قدر خبرته المتواضعة جدًا فى قيادة الدول حتى لو كانت دولة «قزمية» مثل قطر.