>> انتباه.. جملة كاملة فى كلمة واحدة!.
جملة متعارف عليها فى عالم العسكرية.. فى كل جيوش العالم!. كلمة هى جملة.. إلا أنها أقصر وأسرع رسالة حازمة حاسمة إلى كل حواس الإنسان.. لاستنفار اليقظة والتركيز والإدراك لمواجهة أمر ما!.
نظرة عابرة إلى حالنا.. المنعكسة ملامحه على مواقع التواصل الاجتماعى.. توضح حاجتنا للجملة.. «اللى» فى كلمة.. انتباه!.
انتباه.. لننتبه.. إلى أن حالة الخلاف والكراهية والبذاءات والفتن والأكاذيب المتبادلة.. التى نحن فيها وعليها.. هى استثناء لا قاعدة.. هى حصاد مخطط تفكيك مفاصل مصر الذى بدأ قبل ربع قرن.. هى عَرَض لا مرض ويقينًا وحتمًا إلى زوال.. بزوال المؤثر.. الذى يخطط فى الخارج والذى ينفذ فى الداخل!.
ننتبه.. لنتذكر أن مصر مهما ارتفع عليها موج التشكيك والتيئيس.. صامدة!. ليه؟ لأنها خُلِقَتْ لتصمد!. نتذكر أنها الدولة الوحيدة فى العالم التى خاضت خمس حروب عسكرية فى 25 سنة!. نتذكر أن مصر من ثلاث سنوات وهى فى الحرب السادسة.. التى تختلف جذريا عن الحروب الخمس!. نتذكر لننتبه أن هذه الجماعات اختراع غربى.. ينعم برعاية الغرب وبتسليح الغرب.. أما التمويل والإعاشة والعلاج والإيواء.. فتقوم به دولة «شقيقة» هى «دلدول» الغرب.. ومن لا يصدقنى يعيد قراءة قمة الرياض!. من صنعوا جماعات الإرهاب ومن يقومون برعايتها وضمان بقائها.. يبحثون مع من يتباحثون قضية الإرهاب!. «انتباه» لكلمة الرئيس السيسى التى وضحت مكان ومكانة مصر.. وشفت «غليلنا» من التناقض الرهيب الذى رأيناه!.
< انتباه.. لننتبه.. إلى أن الإرهاب بالرصاص والتفجيرات.. يزامله ويجاوره ويسايره.. إرهاب أكثر خطورة بالكلمة!. إرهاب يستهدف المجتمع المدنى.. بإغراقه فى الخلافات والكراهية والفوضى والانقسامات..!.
ننتبه.. إلى أنه بجوار مناخ الكراهية والبذاءات لأجل الخلافات والانقسامات.. هناك سلاح اليأس والتيئيس!. مع طلَّة كل نهار ومع رحيل كل ليل.. مواقع التواصل مع أغلب برامج «التوك شو».. الاصطباحة كآبة والظهيرة تيئيس لتذهب للنوم وأنت كاره اليوم «اللى» اتولدت فيه!.
< انتباه.. لأن مصر ليست الصورة المشوهة التى يحاولون تثبيتها فى عقلك!. مصر الشامخة يستحيل النيل منها!. مصر جميلة.. رغم أنف القلوب المريضة التى صنعت بعض أفلام السينما المصرية!.
مصر.. قوية.. عَفِيّة وعَصِيَّة على الفتن!. مصر.. بشعبها وقيادتها.. نسفت مؤامراتهم وصمدت لحصارهم!. مصر.. أسقطت «الربيع العربى» إياه.. الذى دَمَّر دولًا وشَرَّد شعوبًا.. ويَتَّم أطفالًا.. والله وحده الأعلم متى تتوقف أنهار الدم عن الجرَيان!.
ننتبه لنثق.. أن مصر غِير!. مصر صمدت لأن الله خلقها لتصمد!. مصر لم تقع كما كانوا يراهنون!. مصر.. نهضت وصلبت عودها وأخذت فى التقدم.. وبالفعل تتقدم بخطى ثابتة واثقة تُؤمِّن حاضرًا وتبنى مستقبلاً بمشروعات عظيمة عملاقة!.
< انتباه.. انتباه.. لننتبه لمن يعارضون المصالح.. لا لوطن!. الذين يزايدون على أهالينا بالشعارات وينكرون عليهم الحقائق!. الحقيقة أن الأسعار نار.. لكنهم لم يذكروا لماذا؟. لم يقولوا إن منا.. أغنياء الأزمة مثل أغنياء الحرب.. وهم جزء من صناع النار.. نار الأسعار!. لم يوضحوا أن مصر من أعوام طويلة تقترض الديون لتثبيت الأسعار بدعم الأكل والشُرْب والبنزين والسولار!. أحد لم يجرؤ طوال هذه السنين.. أن يواجه المشكلة الأصعب.. فكرة وقف الخلل وفكرة الإنتاج لنقلل الاستيراد ونبدأ العمل ونتوقف عن الكلام.. والأهم من كل ذلك أن ندرك جميعًا صعوبة التقدم ونحن نزيد 2 مليون نسمة كل سنة!.
< انتباه.. انتباه.. لنأخذ «بالنا» أن الإعلام أغلبه لا يعنيه كثيرًا إلقاء الضوء على الإيجابيات.. ويستهويه كثيرًا إبراز السلبيات والحديث فى السلبيات!. انتباه لننتبه.. أن الكلام فى السلبيات ليس معناه عدم وجود إيجابيات!. تخصيص الصحافة صفحات ثابتة للحوادث والأخبار السلبية والجرائم وكل ما هو سيئ.. وإغفال الصحافة تخصيص مساحة مماثلة أو حتى نصفها أو ربعها.. للحديث عن النماذج الشريفة الناجحة الأمينة.. والأعمال الناجحة.. ليس هذا معناه أنه لا يوجد عندنا كفاءات ونجاحات وشرفاء!.
< انتباه.. لننتبه.. أن المشكلات المزمنة من عقود.. العمل الجاد قائم عليها من سنتين!. عندنا مثلًا البحر الأبيض والبحر الأحمر.. وعندنا 170 كيلومتراً ممر مائى تتخلله بحيرات كثيرة على رأسها بحيرة ناصر الهائلة.. ومع ذلك عندنا كل هذه المياه.. وعندنا أزمة مستحكمة فى الثروة السمكية!.
لو عرفنا كيف يكون عندنا ثروة سمكية.. تعود بالأسعار لأصلها!. بإذنك يارب الثروة السمكية قادمة.. والأسعار العادية.. عائدة!. وفرة الأسماك تعيد أسعار اللحوم لصوابها!. فى مصر مشروع جبار قارب على الانتهاء اسمه المزارع السمكية!. مصر تعاونت مع الصين.. وما يتم إنشاؤه يفوق الخيال!. لا أحد يتكلم عن هذا.. لأنه إنجاز.. ولأنه يفسد حملات اليأس والتيئيس!. كيف يتكلمون عن خير قادم.. وهم يريدونك أن تعيش فى اكتئاب دائم!.
< انتباه.. لأن حرب تجريف الرموز فى قمتها!. ما من رمز فى مجال.. حيًا أو ميتًا.. إلا وطالته حرب التشويه!. حرب واضحة. لا تُبْقِى رمزاً واحداً صالحًا لأن يكون قدوة لكل فتاة وشاب.. لتخلو الساحة للنماذج المسخ.. التى يستموتون لكى تكون هى الرموز وهى القدوة!. التشويه للأشخاص والطمس والتجاهل لأعمال هؤلاء العظماء.. والنتيجة!. بلد بحجم وتاريخ مصر لا يوجد فيه متحف للعظماء فى كل مجال!. لكل عظماء مصر فى كل المجالات.. الأدب والموسيقى والشعر والتمثيل والغناء والرياضة ومشاهير دولة تلاوة القرآن!. إهمال العظماء الراحلين واسترجاع سيرتهم.. وتجاهل المبدعين الحاليين.. لا يعنى أننا بلا تاريخ وبلا إنجازات وبلا عظماء!
< انتباه.. مصر فيها مبدعون عظماء ونحن لا نعرف.. فكيف نندهش أن العالم لا يعرف.. وهذا مثال!. المصادفة قادتنى للتعرف على عبقرية فى الرسم يقينى أنها عالمية المستوى.. لكن العالم لا يعرف.. لأننا أصلاً هنا لا نعرف!. أنا لن أنتظر وزارة الثقافة لتتحرك.. لتتعرف مصر على مُبْدِعيها وتباهى مصر العالم بمبدعيها!. من اليوم.. سأبحث عن كل مبدع فى كل مجال.. هو بطبيعة الحال خارج دائرة الضوء.. لأجل أن يكون هو نفسه الضوء!.
أقدم لحضراتكم اليوم فنانًا مبدعًا يقينى أنه عبقرية متفردة عالميًا.. فى الرسم بالألوان المائية (الأكواريل). ابن بورسعيد الفنان محمود فتيح.. ابن الجيل الذى «طاله» التهجير وأثرت فيه «الغُرْبَة».. إلا أن بورسعيد المدينة الباسلة شكلت أحاسيسه التى عبرت عنها إبداعاته فى لوحاته!. سألت صديقى.. الفنان المعمارى د. محمد الهادى عن الفنان محمود فتيح.. سألته رؤيته لأنه فنان قدير ومعمارى قدير.. عاش أكثر من نصف حياته فى إيطاليا.. قال:
الأكواريل أو الألوان المائية.. جزء من ذكرياتنا وأولى تجاربنا جميعًا فى الرسم ونحن أطفال.. وليس بالمصادفة أن تجتمع براءتنا كأطفال صغار لدخول عالم الرسم بالأكواريل.. الذى هو أسلوب ونهج له قوانينه وقواعده الأكاديمية.. إلا أن الأكواريل هو الأكثر رومانسية على الإطلاق.. إذا جاز لنا أن نصف أسلوبًا له قواعد بالرومانسية!.
مهم معرفة.. أن احترافية الرسم والتصوير بالأكواريل.. تعتبر من أصعب الطرق لاستخدام الألوان فى التصوير والتسجيل المباشر للواقع.. لذلك!. أنا أقف مذهولا مندهشًا أمام عمل متكامل لهذا الأسلوب الذى يقدمه محمود فتيح!. أيضًا أضيف شفافية وحساسية الفنان.. التى هى نفس صفات الألوان المائية.. أؤكد هذا لأننى أعنى ذلك!.
رومانسية ورقة مشاعر وحساسية محمود فتيح إلى جانب براعته المتفردة.. تجعلنى على يقين بأن محمود فتيح.. من أهم الفنانين المصنفين عالميًا فى هذا المجال.
انتهت شهادة الفنان محمد الهادى.. ويبقى عتاب ورجاء للسيد حلمى النمنم وزير الثقافة. العتاب أن تكون عندنا عبقرية بهذا الحجم.. ولا تنظم الثقافة معرضًا له!. الرجاء.. أن نعطى فرصة للعالم ليعرف محمود فتيح.. والوزارة لها مبناها المخصص للفنون فى روما. شكرًا سيادة الوزير اهتمامكم.
تبقى الإشارة إلى أن العمل الرائع الذى رسمه الفنان محمود فتيح للمقاتل المصرى.. رأيته يصف لنا معنى «انتباه» ويُجَسِّد «انتباه» فى هذا المقاتل!. انتباه فى كل لحظة وأى مكان.. على مدار الثانية والدقيقة والساعة واليوم.. لأجل مصر وشعب مصر!. اللوحة لمقاتل «روحه» تسبق خطواته.. فداء لمصر وشعب مصر!. مقاتل.. صامد.. واثق.. شامخ.. وقفته.. ملامحه.. نظراته.. رسالة للتكفيريين الإرهابيين فى كلمتين: صلاحيتكم انتهت!.
.....................................................
>> «انتباه».. لهذا الخبر لما فيه من دلالات إيجابية هى جزء من الشخصية المصرية الأصيلة.. التى يحاولون طمسها بكل الطرق!. الخبر.. احتفال الدفعة 51 كلية حربية اليوم .. بمرور نصف قرن على تخرجها الذى كان فى 26 مايو 1967.
600 ضابط شاب تخرجوا فى مثل هذا اليوم من 50 سنة.. ليدخلوا حرب 1967 بعد 9 أيام من تخرجهم!. قصة هذه الدفعة وأى دفعة.. تخرجت فى الكلية الحربية أو الجوية أو البحرية أو الدفاع الجوى.. أو أى مؤسسة عسكرية تعليمية.. حياة هؤلاء المقاتلين فى الأرض والبحر والجو.. فى جيش مصر.. ليست صفحات تطوى.. إنما هى بطولات تتوارث وأعمال يُقْتَدى بها تشكل عقيدة قتالية تنتقل من جيل إلى جيل.. تسليم وتسلم!.
نفس الشجاعة.. نفس البطولة.. نفس الفداء.. نفس التضحية.. كل سمات المقاتل المصرى المميزة التى رأيناها فى الاستنزاف وأكتوبر.. موجودة شكلاً ومضموناً فى حرب الإرهاب.. الفارق.. فارق وقت سمح بالنشر عن حرب مضت.. ولا يسمح الآن لأننا فى الحرب!.
أعود للدفعة 51 وهى مثل ما سبقها وما تلاها.. قدمت شهداء ضحوا بأرواحهم.. قدمت أبطالاً.. بطولاتهم تتوارث.. قدمت رجالاً تحب أن تسمع أسماءهم!.
الدفعة قدمت قيادات كثيرة. اللواء أسامة كامل منتصر. قائد وحدات المظلات وبعدها كبير ياوران رئيس الجمهورية. اللواء أحمد أنيس. قائد وحدات الصاعقة.. مدير الشئون المعنوية.. رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون. وزير الإعلام. لواء عصمت عبد اللطيف. مدير سلاح المدرعات. لواء شوقى جعفر.. حرب الاستنزاف والحرس الجمهورى. لواء حمدى على إبراهيم.. وهو ملازم أول نفذ عمليتين بصواريخ سام «2» دمرت طائرتين للعدو.
لواء أحمد خميس جبر. قائد وحدات الصاعقة. فى حرب أكتوبر قاد سرية صاعقة تصدت لاحتياطات العدو ومنعتها من الاختراق والتعامل مع القوات المصرية وقت العبور. لواء حسين طاهر نبيل قائد سرية صواريخ أسقطت طائرتين للعدو فى أكتوبر. لواء خليل جمعة خليل قائد وحدات الصاعقة. اشترك فى رأس العش ولسان بور توفيق 69.. لواء حمدى الشوربجى.. رأس العش والكمين النهارى والهجوم على نقطة لسان بور توفيق فى عام 1973 ومنع العدو من احتلال بور توفيق. لواء معتز الشرقاوى ك43 لواء صاعقة.. شارك فى 9 عمليات بحرب الاستنزاف ما بين كمين وإغارة.. منها الإغارة على لسان بور توفيق عام 69 والحصول على أول أسير نهارى.. وقائد عملية الكمين النهارى الذى قتل الجنرال جافيتش قائد القطاع الجنوبى للعدو. الاشتراك فى الهجوم والاستيلاء على نقطة لسان بور توفيق فى عام 1973.
احتراما وتقديراً للدفعة 50 حربية.. شهدائها الأبطال.. وأبطالها الذين غادروا الدنيا والأحياء...
تحية إلى جيش مصر العظيم فى اليوم والغد وكل غد بإذن الله.