الجمهورية
اللواء محمد الغباشي
الخروج من خانة المفعول به
لم تكن التصريحات للمرشح دونالد ترامب ووعوده الانتخابية سوي محفزات لليمين الأمريكي المستتر وبعد فوزه بالرئاسة كانت أول قراراته هي منع دخول رعايا عدد من الدول الإسلامية "سبع دول" وحدت معارضة دولية وإسلامية وأيضا في الداخل الأمريكي ووصل الحد لرفع دعاوي ضد القرار في بعض الولايات وكسبوا موقفين تنفيذ المنع وتزامن هذا مع تصريحات ترامب ضد الاتفاق النووي مع إيران "مجموعة 5 «1" مع إيران وسط دهشة غربية لفرنسا وألمانيا.. ليس حباً في إيران وإنما بعد الاتفاق تم الإفراج عن 200 مليار دولار لإيران ما دفع هذه الدول للهرولة إلي إيران وكل يخاطب ودها للاستثمار ولمصالح بلادهم الاقتصادية فهل يمكن أن تتخلي بسهولة عن كل مكاسبها الاقتصادية أشك بل يصل لليقين أنه لن يحدث.
إن العودة للمثلث السني ومحاولة إنشاء "ناتو" سني بمشاركة إسرائيل ضد الهلال الشيعي هو تدبير لإشعال صراع إسلامي إسلامي تهنأ فيه إسرائيل وحدها بالأمن ويتم التغاضي عن القضية الفلسطينية ومعاناة الأسري واستعادة الأرض المحتلة وحقوق العودة.
أذكر هذا بعد كم التهويل واقتصار العداء العربي والإسلامي إلي عداء فقط لإيران البعبع المضخم قدراته والمهول اضراره بالإعلام الأمريكي وتناسي الجميع ان الإرهاب صناعة أمريكية أصيلة وبدعم من بعض الدول الإقليمية لأغراض عديدة وأن هناك العديد من المنظمات الإرهابية في عدد من البقاع العربية ولها تواجد ضخم وتمول وتدرب بعلم أجهزة المخابرات المركزية الأمريكية بل تم إسقاط المؤن والسلاح والعتاد أكثر من مرة وعند كشفها يتم الإعلان أنه بطريق الخطأ.
وهنا لابد من الإشادة بكلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي القوية المحددة في المؤتمر الذي بين أن من يقدم الدعم المالي أو الغطاء السياسي أو التدريب وأيضا يوفر منبراً إعلامياً يجب أن يصنف كإرهابي في إشارة واضحة لدولتين وكذلك من يقدم الملاذ الآمن للإرهابيين الهاربين من العدالة وهم نفس الدولتين بالاضافة لدولة أوروبية كبري تنسق بأجهزة مخابراتها الشهيرة لمعاونة التنظيمات الإرهابية.
لقد أسعد الرئيس السيسي المصريين بقوة حديثه الواثق وتحديده الأهداف المطلوب التعامل معها وقدم مصر بما يليق بها قوية عزيزة لها رؤية واضحة لمحاربة الإرهاب مؤكداً أن مصر ليست في خانة المفعول به وهو ما حذرت منه الجميع سابقاً.
وختاماً أعتقد أن ترامب إذا تمكن من اقناع نتنياهو بتحقيق التزامه بالسلام سيكون رد جزءاً يسيراً من الكرم العربي غير المحدود وكفاه أنه أول رئيس أمريكي يزور حائط البراق المسمي صهيونياً بالمبكي ومشاركته لذكري الهولوكست.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف