جريدة روزاليوسف
د. حماد عبد الله حماد
الحكم الرشيد فى مصر!
طالما ناديت وكتبت عشرات المقالات وغيرى أيضاً من أصحاب الرأى من المهمومين بشأن هذا الوطن فى أن «مصر» تستحق إدارة وإسلوبًا إداريًا أعظم مما هو قائم. وهذا منذ أكثر من عقد من الزمن وهذا هو النداء والتوجه لأصحاب القرار السياسى فى البلد.بأن النظام المؤسسى.. هو دعامة استمرار الوطن فى تقدمه. وبناء استراتيجياته المستقبلية.فليس الحل فى وجود قائد عظيم فى البلاد يعمل بهمة ونشاط ووطنية. وحماس منقطع النظير كيفما هو الحال اليوم.حيث نشاهد الرئيس «السيسى» يسابق الزمن ويستخدم الوسائط المتاحة لتنفيذ مهام يراها بأنها هى أساس للتقدم وللتنمية المستدامة. وأن البلد خَرِبَتْ مؤسساته ومراكز خدماته ومواقع الإنتاج فيه. ولابد من إعادة البناء كأولوية فى العمل الوطنى وقد كان. حيث تتحرك الأجهزة وخاصة القوات المسلحة المصرية (المؤسسة الأكثر انضباطاً فى الدولة) لكى تنفذ أحلام الرجل. وتضع يدها فى كل مكان يشير إليه أو عليه! ويحدد الزمن وكأنه فى معركة حربية وحتى إنه فى حفل افتتاح بعض المشروعات فى جنوب مصر والنقل بواسطة (كونفرانس كول) والاتصال التليفزيونى المغلق على الهواء مباشرة من موقع المشروع محل الافتتاح هناك من يقف ويعلن عن اسمه ورتبته ويتبعه عقيد مقاتل أو ضابط ملازم أول مقاتل المشرف على المشروع يستأذن سيادة الرئيس فى رفع الستار عن اللوحة التذكارية للموقع إيذاناً بافتتاحه. نعم أن «الشاب المهندس المشرف على المشروع» هو أحد أفراد القوات المسلحة. وقد قام مع زملائه بتنفيذ المشروع بكفاءة كمهمة قتالية. هكذا المشهد الذى يتسابق فيه العمل مع «الزمن مع التكلفة» كمهمة حربية أو قتالية كل ذلك رائع ومحمود. وأشهد أننا جميعاً كمصريين فى أشد الاحتياج للإحساس باللحظة التى «يقشعر فيها البدن» لهذه الوطنية المصرية التى يجب أن نتباهى بها. ولكن الحكم الرشيد يتطلب من القيادة السياسية أن ترسخ العمل المؤسسى. أى أن كل مؤسسات الدولة. التعليم. والصحة. والإسكان. والمواصلات حتى المجالس المحلية والنيابية ومؤسسات القضاء. كل تلك المؤسسات يجب أن يتناغم عملها ويتصف بالانضباط الذى ظهرت به ونعلمه كمصريين عن «مؤسسة القوات المسلحة المصرية». هذا الانضباط يجب أن تتصف به جميع مؤسسات الدولة دون تأخير. وحينما نادينا وكتبنا عن ذلك فى عصر الرئيس السادات (الله يرحمه) خرجت علينا أبواق حكومية بشعارات «الأمن الغذائى والانفتاح على العالم». وانكمشت هذه الشعارات فى أن تستجلب من دول العالم ما ينقص الأسواق المصرية من عناصر الاستهلاك. سواء فى «الغذاء أو الكساء» وحتى الدواء ومازال هذا للأسف قائماً حتى اليوم. وحينما نادينا بذلك فى عصر الرئيس «مبارك» خرجت الشعارات «الثورة الإدارية والثورة الخضراء» وغيرها من شعارات لكى يتبقى منها لافتات بُهِتَتْ من قِدَمِهَا دون أداء.ودون حتى الاهتمام بالسؤال عن ماهيتها. نحن اليوم فى أشد الاحتياج «لحكم رشيد» تعمل فيه المؤسسات المصرية «بالنظام المؤسسى» وليس لوجود فرد نشط يقودها وبعد إزاحته تعود «ريما لعادتها القديمة». نحن فى أشد الاحتياج إلى «الحكم الرشيد» ونحن لا نخترع العجلة!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف