طالما تشدق الغرب، وخاصة أمريكا، بأهمية نشرالديمقراطية بعالمنا العربي، وانهالت الإشادات بما أسموه الربيع العربي باعتباره أداة تنفيذ تلك الديمقراطية المزعومة، ولعب شعارها دورا بارزا في التدخل بشئوننا..وكشفت الأيام الماضية أن هذا الشعار لم يعد مطروحا بالمرة، حيث حل محله شعار آخر ظاهره محاربة الإرهاب وباطنه تغذية الانقسام بالمنطقة مابين معسكرين، وإستغلال ذلك في ازدهار تجارة السلاح بالمنطقة، والذي لن يكون أبدا بمستوي حداثة وتقنية المقدم للعزيزة إسرائيل، والتي حققت فوائد جمة في ظل الشعار الأول، بدخول دولنا بموجة خطيرة من عدم الإستقرار، وخاصة سوريا، والتي صارت ساحة مستباحة للكل وللضربات الإسرائيلية، كما خفت تماما أي حديث عن هضبة الجولان المحتلة..والآن اسرائيل أيضا الفائز الأول من هذه الاستقطاب والذي من الصعب أن تتحقق فيه الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس..والمؤشرات الأولي لهذه المكاسب ظهرت مع زيارة ترامب وبكاء ابنته اليهودية عند حائط المبكي وأمنية نتنياهو بأن يأتي يوم يطير فيه هوأيضا من تل أبيب للرياض! أخيرا الحرب علي الإرهاب ضرورة فهو خطر نواجهه جميعا ولكن محاولة إذكاء الحروب والخلافات بين الدول الإسلامية وتشجيعها للدخول في سباق للتسلح يستنزف الثروات خطأ فادح فالأولي بما ينفق من المليارات كان وسيظل الشعوب التي تعاني الفقر والجهل والتخلف..وكان من باب أولي التعامل مع الدول الداعمة للإرهاب بدلا من وعدها بالأسلحة »الجميلة».