أحمد السرساوى
خريطة الديانات في العالم تنقلب لذلك ينزعج حضرته !
العالم لم يعد يُغني.. بل يقلق وينزعج .. والسبب أن تعداد المسلمين سيرتفع جدا خلال الثلاثين عاما القادمة ليبلغ 30% من سكانه بدلا من 23% حاليا ، والمثير أن أعداد المسيحيين ستتوقف عند معدلاتها الجارية لتشكل 31% من سكان الكرة الأرضية، وسيشكل مسلمو أوروبا 10 % من سكانها.. بينما ستنخفض أعداد المسيحيين بالولايات المتحدة الأمريكية من 75% حاليا ، لتصبح 63% فقط ، و لن تظل اليهودية الديانة غير المسيحية الأكبر في أمريكا لأن نسبة المسلمين ستطغي عليها!
هذا ماخلص إليه أحدث تقرير عن انتشار الديانات في العالم، أعلنه مركز »بيو» للأبحاث منذ 48 ساعة فقط، وهو مركز أمريكي خطير يعمل من واشنطن في دراسات الشعوب والتغيرات التي تجري عليها ليدق نواقيس الخطر في الوقت المناسب ويضيئ »اللمبة الحمرا» اذا تطلب الأمر، وقد استند في حسابه لهذه النسب والمعدلات إلي عدد من المعايير منها الحجم الحالي للسكان، ونسبة الخصوبة ومعدلات الولادة والوفاة، والتحول من ديانة لأخري.
وسرعان ما تردد صدي هذا التقرير داخل الدول التي تخشي هذا التحول.. علي رأسها اسرائيل التي أعلنت أن أعداد اليهود في العالم لا تزيد علي 15 مليونا، يعيش منهم6 ملايين و200 ألف داخل اسرائيل ، ونحو 5 ملايين و700 ألف بالولايات المتحدة، والباقون ينتشرون في العالم ، لذلك يقلقها كثيرا فارق الزيادة السكانية بين العرب واليهود وتحسب له ألف حساب، ومن هنا بدأ جيشها في التحوُّل تدريجيا من قوة مسلحة ضخمة تعتمد علي الكثافة العددية إلي جيش »ذكي» قليل العدد يعتمد علي قدر هائل من التكنولوجيا والقدرة علي التدمير عن بُعد، لذلك تهتم جدا بالبحوث في مجالات الطائرات بدون طيار والروبوتات وعلوم الفضاء والذرة والحرب الالكترونية.. نفس »القلق» تعيشه ألمانيا التي تعاني بشدة من انخفاض النمو السكاني ، لدرجة أن الحكومة لا تجد شبابا كافيا للتجنيد داخل صفوف الجيش رغم الحوافز المُقدمة للشباب لتكوين أسر وللإنجاب ، لذلك يفكرون في السماح بتجنيد شباب من دول أوروبا الشرقية و لو حتي في الشئون الإدارية، ماعدا شباب »البوسنة أو كوسوفا» بالطبع.. ومن هنا يأتي الإنزعاج الشديد الذي يساور حكومتها من موجات الهجرة غير المشروعة وقضية اللاجئين وسكانها القُدامي من العمال الأتراك المستوطنين.. العالم يريد أن يطمئن!