الجمهورية
يسرى السيد
حكايات مريرة في القصر العيني و"اخواته" يا رئيس الوزراء!!
مازال الناس يبلعون الزلط من الحكومة من اجل عيون الرئيس عبدالفتاح السيسي. لكن يبدو ان حكومتنا الرشيدة بكبار مسئوليها وصغارها لم يتعلموا بعد من رأس الذئب الطائر.. الشعب الذي لن يرضي ان تظل قرارات وافعال الحكومة في واد واحلامه وما يعيشه في واد آخر.. ورأس الذئب الطائر هو الوزير أو المسئول الذي لايقترب من هموم الناس!!
والحكاية التي سأستعرضها اليوم واطلب من المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء أو وزير الصحة أو وزير التعليم العالي أو أي وزير تتبعه مستشفيات يدفع المواطن الغلبان من ضرائبه ميزانية ومرتبات العاملين فيها فضلا عن تكلفة بناء وتجهيز هذه المستشفيات بمئات المليارات من الجنيهات. وحينما يحتاجها المواطن وقت الخطر تدير له ظهرها لانها ببساطة أخذت فلوسه كي تكون مكانا للاغنياء أو لمن يستطيع ان يدفع.. وفصول المأساة عشتها عن قرب في أكثر من حالة. سواء لاقارب أو معارف أو دفعتني الظروف لمشاهدة أبطالها الذين لا اعرفهم بالصدفة البحته.. احدي مسارح هذه الجريمة كانت في القصر العيني الفرنساوي التابع لجامعة القاهرة ومستشفي الهلال الأحمر.. الرفض المستمر لاستقبال أي حالات حوادث أو طواريء.. اقول للمهندس محلب جرب مرة ان تذهب متخفيا مع أي مريض اصيب في حادث أو يعاني من الم مفاجيء واذهب به إلي القصر الفرنساوي أو مستشفي الهلال الاحمر أو عين شمس التخصصي.. الخ. ولن اقول مستشفيات خاصة أو استثمارية لان الجواب بيبان من عنوانه.. فاذا كانت المستشفيات التي بنيت ويقبض العاملون بها من اموال دافعي الضرائب يحدث بها ذلك فلا اثم علي المستشفيات الخاصة.. انا مثلا ورغم اشتراكي في مشروع علاج تابع لنقابة الصحفيين فضلا عن خدمة علاجية من جريدتي تعرضت في الليل لحادث طاريء لعيني ورغم الالم وشعوري بانني داخل في انفصال شبكي بعد شعوري بان غمامة سكنت امام عيني ووجود دوائر من الوان الطيف كلما نظرت إلي أي مصباح.. وضعتني الظروف والليل ان اكون مواطنا عاريا من أي تأمين صحي أو مشروعات علاجية.. قلت في نفسي: عش التجربة بتفاصيلها!!
ذهبت إلي مستشفي المنيرة العام. نصحتني طبيبة الاستقبال الشابة بسرعة التوجه إلي القصر العيني الفرنساوي أو حتي العادي لانه لا يوجد طبيب عيون في الاستقبال أو في النوبتجية!!.. ذهبت إلي "الفرنساوي" ودخلت الاستقبال قابلتني ممرضة وقامت باستخراج استمارة من دفتر امامها وبدأت تسأل عن سني وعنواني وانا اقول لها من فضلك اريد أي طبيب يفحص عيني بسرعة وبعد كده اسألي اللي انت عايزاه واخرجت لها الرقم القومي كي تأخذ البيانات التي تريدها بعد ان تسلمني لطبيب.. بكل هدوء قالت انا بس ح اقيس الضغط أولا.. قلت لها: اشعر ان ضغط عيني عال من سرعة النبض في جفني والوجع بها وشرحت لها ما اشعر بها حتي تستدعي لي الطبيب بسرعة.. هي في واد وانا في واد!!.. همها استكمال الاستمارة وفوجئت بها تعطيني الاستمارة قائلة: اذهب للخزينة أولا وبعد كده نشوف الدكتور.. قلت لها يعني لن يفحصني الطبيب قبل الدفع.. قالت نعم.. قلت في نفسي: يمكن مش فاهمة.. سألتها أين الطبيب؟.. ردت: في الدور التاسع.. قلت: لا ينزل إلي الاستقبال؟.. قالت: لا.. المرضي يطلعون له؟.. ابتسمت وبدأت اشعر ان مغامرة الصحافة أكبر من الألم!!.. صعدت للدور التاسع قابلتني ممرضة وعندما شرحت لها حالتي.. قالت: انتظر في الاستراحة.. توقعت انها تستدعي الطبيب وفوجئت بعد حوالي 8 دقائق بممرضة تخرج من غرفة مجاورة وهي تتثاءب وتنفض عن عيونها النعاس والنوم وسألتني: فين ايصال الخزينة؟ قلت فين الدكتور؟ ردت هو في العمليات انتظره لما يخلص.. سألتها الا يوجد سوي طبيب واحد للرمد في القصر الفرنساوي وكمان في غرفة العمليات؟.. قالت: نعم.. فين الايصال؟.. قلت: الدفع مقدما وكمان لحالات الطواريء.. قالت: نعم.. قلت: عايز أكلم المدير النوبتجي.. طلبته.. ثم قالت انزل له في الاستقبال.. ذهبت اليه.. شاب في نهاية العشرينات.. قلت له: هو حالات الطواريء أو الحوادث لا زم تدفع قبل ما تدخل المستشفي أو يتم فحصها.. قال: نعم.. قلت هناك قرارلرئيس الوزارة بعلاج حالات الطوارئ بالمجان لمدة 48 ساعة.. ابتسم وقال: لابد من الدفع أولا.. قلت: يعني الدفع أولا في كل الحالات.. قال: نعم.. قلت: متأكد..قال: انا المسئول الاداري.. توجهت إلي نقطة الشرطة الموجودة بمدخل الاستقبال لتحرير محضر بالواقعة رد الموجودون من امناء الشرطة ان تحرير المحاضر في قسم السيدة زينب فقط لان مهمتهم هي الحراسة فقط!!.. قلت: كمل المغامرة توجهت إلي بوابة القصر العيني القديم القريب.. طلبوا مني لف السور لان الدخول من البوابة الرئيسية ممنوع.. مشينا مع السور أكثر من 25 دقيقة وجدت مدخلا.. دخلت.. قال لي رجل الأمن عندما سألته عن الاستقبال: ده يا استاذ مستشفي خاص مش عام.. قلت له اليافطة بتقول مستشفي المنيل الجامعي.. رد علي بهدوء: اكمل اليافطة يا استاذ.. قلت:التخصصي!!.. رد: نعم.. قلت يعني ايه؟.. قال يعني بفلوس.. قلت: والمجاني؟.. رد البوابة الجاية.. شكرته واكملت المشوار ودخلت.. هرج ومرج.. ومدخل مغطي بالرخام لكن تنقصه النظافة.. سألت عن قسم الرمد أشاروا الي غرفة.. دخلت.. وجدت طبيب امتياز وزميله له.. بدأ الطبيب يكشف عن عيني بسرعة.. ارتحت له ومن لهجته عرفت انه عربي سألته عن بلده.. رد : سوري وبدأ الكشف.. ظهرت مهارته المبكرة رغم عصبيته.. طلب مني الذهاب إلي قسم الرمد لاستكمال الكشف حيث الاجهزة الاحدث وهناك كشف علي قاع العين.. وفي نهاية الكشف قال ضغط العين مرتفع.. لكن لا توجد خطورة ويمكن ان تتابع بكره في العيادة الخارجية.. وعندما شكرته اعتذر عن عصبيته مبررا عدم نومه منذ 30 ساعة في النوبتجيات والعمل!!.. نفس المشهد لكن بمأساوية أكثر في مكان آخر.. رفض مستشفي الهلال الاحمر برمسيس دخول شاب اصيب في حادث الا بعد دفع تأمين ألفي جنيه قبل ان يتم الكشف عليه أو حتي اجراء أي اشعة والا الباب يفوت جمل!!.. والامر متكرر في كل المستشفيات.. وتكون الكارثة في اماكن العناية المركزة.. لاتوجد أماكن.. جملة تسمعها غالبا.. تبحث عن واسطة مع توسلات.. والمدهش عندما تدخل تجد السراير خالية.. الدفع مقدما هو الشعار المرفوع دائما ولا عزاء للفقراء.. والسؤال اين يذهب الغلابة في بلدي من اجل العلاج؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف