يحتل "ال البيت" مكانة مقدسة في قلوب وعقول ونفوس كل المصريين.. يتباركون بهم ويعتبرونهم احدي وسائل التضرع إلي الله.. لا يحرؤون علي نطق اسمائهم مجردة فيقولون سيدنا الحسين السيدة زينب والسيدة عائشة والسيدة نفيسة لذلك استشعر بالغضب الشديد من الامتهان الذي تتعرض له الآن مقامات "ال البيت".
بركات "ال البيت" راسخة في نفوس المصريين خصوصا في القري والنجوع.. كلما اشتد الكرب يكون الحل في الزحف إلي القاهرة وزيارة مقام سيدنا الحسين.. كلما ضاق الصدر تكون النجاة باللجوء إلي مقام السيدة عائشة.. كلما طال انتظار الأمنية يأتي الأمل علي عتبة السيدة زينب.. كلما ضاعت النفس وتاه الفؤاد تعود السكينة في مقام السيدة نفيسة.
زيارة مقامات "ال البيت" تعتبر التصالح مع النفس وتمنح نوعا من الارتياح ليس له أسباب منطقية لكنها جذور الايمان الراسخة في نفوس المصريين بركات "ال البيت".
الآن أصبحت زيارة مقامات "ال البيت" نوعا من العذاب ورحلة نتعرض فيها لكل أنواع الاستغلال والبلطجة بما يتنافي تماما مع قدسية "ال البيت" ومكانتهم في النفوس.
مسجد السيدة عائشة ضاعت هيبته وسط أكبر موقف ميكروباص عشوائي في مصر.. علي الباب يقف السائقون يتعاطون المخدرات ويتبادلون الشتائم وسب الدين لا يراعون حرمة المكان حتي انهم جردوها من لقب السيدة وأصبحوا يينادون "عيشة".. عيشة.. عيشة".
السيدة زينب محاصرة بجبال من الفاكهة ولعب الأطفال والباعة الجائلين والنشالين والنصابين ولن تصل سالما إلي المقام.. واذا وصلت فليس مضمونا رحلة الرجوع.
السيدة نفيسة تحولت بساحتها في كثير من الاحيان إلي قاعة أفراح.. رقص علي الأبواب والـ "دي جي" المحمول علي عربة نصف نقل يصم الاذان باغان وكلمات لا تصلح الا في الملاهي الليلية وليس علي عتبة حفيدة رسول الله.
ساحة سيدنا الحسين سيطرت عليها العصابات والبلطجية.. فرشوا الأرصفة سجاد رخيص وممنوع الجلوس أو حتي الوقوف الا اذا دفعت المعلوم.. المتسولون يطاردونك.. واصحاب المقاهي والكافتيريات المحيطة بالمسجد لن يسمحوا لك بالمرور بسلام.. يحاصروك بمنتهي السماجة ويجعلوك تفكر في العودة منذ أول لحظة تخطو فيها الي ميدان الحسين.
احترموا ال البيت.. اعيدوا اهمية مقاماتهم المباركة.. لو كانت هذه الاماكن في دولة تحترم تاريخها وتراثها ومقدساتها لتحولت الي مزارات للعالم أجمع.. لكننا للأسف نستهتر بكل شيء حتي بمقامات "ال البيت".