الوفد
فاطمة عياد
لقاء .. الخليج الحزين.. وأنا
أثناء تواجدى مع عدد من الزملاء الإعلاميين فى مدينة السلام شرم الشيخ بمناسبة افتتاح أحد المشروعات الضخمة الجديدة بمنطقة الهضبة «الباتروس أكوا بارك»، الذى يعد إضافة كبيرة جدا للثروة السياحية الهائلة الموجودة فى شرم الشيخ دعتنى إحدى الزميلات لأن نتجول معا فى منطقة خليج «نعمة» الشهير لنتعرف على حال السياحة بالمدينة على اعتبار أن منطقة خليج نعمة كانت دائمًا هى قبلة السائحين المتواجدين بشرم الشيخ لما تتميز به من وجود عدد كبير من الفنادق والمطاعم والكافيهات والمحال التجارية.
وافقت زميلتى على القيام بتلك الجولة لما لدى من ذكريات جميلة على خليج نعمة وجماله، خصوصا أنه قد مضى أكثر من 6 سنوات على زيارتى للمكان، حيث لم أره منذ أحداث يناير 2011، وعند وصولنا إلى المكان حدثت لى صدمة كبيرة لما شاهدته من الحالة المتردية التى آل إليها الخليج الذى يعد مرآة السياحة لمنطقة جنوب سيناء كلها.
فالمكان خال تماما من السائحين الأجانب باستثناء بعض المقيمين فى شرم الشيخ والمصريين العاملين فى المطاعم والكافيهات والمحال التجارية التى خلت تقريبا من الزبائن، ووجدت الكثير من المصريين جالسين على الرصيف فى الممشى السياحى وباعة يفترشون الأرض لبيع منتجاتهم.. منظر مؤسف ومسىء لهذا المكان الجميل، وأصحاب المقاهى واقفين أمام المقهى يترقبون ويتمنون وصول أى سائح أو مجموعة سياحية تدخل المنطقة لتروى عطشها الشديد للعمل وبيع الخدمات والسلع التى تقدمها.
والأسوأ من ذلك هو أننى رأيت بعينى ما كنت قد سمعت به من الزملاء وأصحاب المشروعات ومن وسائل التواصل الاجتماعى «فيس بوك» الأطفال بملابسهم الداخلية والسيدات بالجلابيب وكنت لا أصدق ذلك ولكن ما شاهدته هى صورة تسىء إلى المكان إساءة بالغة وتنفر أى سائح من هذا المكان الذى كان قبلة السائحين فى جنوب سيناء فى يوم من الأيام.
إن ما شاهدته فى خليج نعمة الأسبوع الماضى هو إهدار لاستثمارات تبلغ المليارات وجهود سنوات طويلة من التسويق والترويج لهذا المكان الذى كان جميلا ورائعا والذى أصبح شبيها بالمصايف الشعبية العشوائية.
وبالحديث مع أحد أصحاب المحلات فى منطقة السوق القديم علمت أنه بعد أن كان يعمل فى مجال تنظيم رحلات الغوص ورحلات السفارى للسائحين الأجانب فإنه اضطر لتحويل نشاطه إلى محل لبيع المثلجات والآيس كريم لكى يستطيع أن يواجه نفقات المعيشة.
وهذا نموذج متكرر لجميع أصحاب المحال والمطاعم والكافيهات فى هذه المنطقة التى كانت تعج بالسائحين الأجانب فى وقت من الأيام.
وبعد قضاء أكثر من ساعة ما بين خليج نعمة وما حوله من منطقة السوق القديم والمسجد الجديد الذى يمثل مثالا رائعا من المعمار، فطلبت من زميلتى أن نغادر المكان ونعود إلى الفندق مسرعين.
فى النهاية.. حقيقى كم أنا حزينة عليك يا شرم الشيخ وأدعو الله أن تقومى من كبوتك وتقفى على قدميك من جديد وأن تشرق عليك شمس السياحة والخير في القريب العاجل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف