أبو الفتوح قلقيلة
هل هناك مساحات باقية لغلاء أكثر!
هل ما زال هناك متسع لمزيد من الغلاء؟ هل هناك ثمة مناطق مرفهة باقية في حياة المصريين حتى يتم القضاء عليها بزيادات أخرى مرتقبة ومتوعد بها في يوليو القادم؟ هل مازالت هناك مساحات خضراء وبساتين أمل يتم الإعداد على قدم وساق لتجريفها في حياة أغلبية المصريين!
من المؤكد أن الجميع يعلم الإجابة ولكن.. ربما تبدو الإجابة عصية على التصريح بها من قبل الحكومة... ليس خجلا بالطبع، ولكن ربما قلة حيلة أو أشياء أخرى هم أدرى بها منا جميعا.. لكن تظل هناك مساحات حيية وحالمة أيضا من الأمل عند البعض أن يستفيق النظام بحكومته لخطر البأس المصاحب للغلاء، والذي انتشر بين عموم الناس، ولكنه لا ينقل إعلاميا في وسط زحام وصخب امتلائها نفاقا قبل شهر رمضان، ثم تكدس بالبجاحة والدناءة في شكل برامج تافهة وسمجة تسمى ببرامج المقالب والمنوعات في رمضان المعظم.. حدث ذلك بدرجة مقززة للغاية في كلتا الحالتين، وكأن الوطن في حاجة لبلاهة البعض، وقلة حياء البعض الآخر، بينما المواطن مستفز ليل نهار من مقالب حقيقية يحياها يوميا.
نعم نتمنى أن تتراجع الدولة عن قرارات يوليو القادمة، والخاصة بمزيد من الغلاء في كل شىء.. نعم في كل شىء لأن رفع أسعار المحروقات من بنزين وسولار سيشعل الأسعار المستعرة أساسا منذ عامين، والتي ازدادت فجرا مع إغراق العملة الوطنية تحت دعوى التعويم في نوفمبر من العام الماضى، ولن يتوارى الغلاء خجلا عند تلك الحدود بل سيطال كل شىء مجددا، مع رفع أسعار الكهرباء والمياه.. لذا يتكرر السؤال مرات أخرى: هل هناك مساحة متبقية تسمح بمزيد من الغلاء والمعاناة؟.. هل الدولة واثقة جدا من مرور ذلك بسلام؟.. إن كان الأمر كذلك فما دلائل تلك الثقة!
لا يحق لنا الإجابة على أي سؤال مطروح لأن الحكومة لا تستمع لنا.. والدولة تعتبر ما نكتب لا يستحق ثمن الحبر الذي يكتب به، وترى فقط كل شىء، وتعتبرنا عميانا وبلهاء ومغيبين ولا نرى إنجازاتها المروعة التي عمت البلاد والعباد!
عظيم جدا.. نحن ربما نكون كذلك، ونحن في انتظار وعود الرخاء التي انهالت على عموم المصريين منذ فترات بعيدة، ثم تراجعت قليلا لتصبح ثبات الأسعار.. ثم تراجعت أقل فأقل حتى وصلت لمستوى التحسن في الأسعار، بعد مدة معينة.. ثم صارت المدة مدد... طيب مدد يا حكومة ومدد يا دولة.. نريد المدد في سلعة واحدة أو خدمة واحدة تقدم للناس بسعر أقل من الآن... استفيقوا واعلموا أن الأمور لا تتحمل مزيدا من الأعباء والمعاناة والغلاء..
إن كان رفع أسعار المحروقات والكهرباء والماء سيوفر بضعة مليارات.. فيمكن بسهولة كبيرة تحصيلها من الأراضى التي تستردها الدولة حاليا، ومن حقول الغاز التي تمثل ألغازا كبيرة، لأن ما ينشر من قبل الحكومة عن ضخامة إنتاجها يغنيها كثيرا عن رفع الدعم، بل ويوجب زيادته وتخفيض الأسعار لا زيادتها.. استفيقوا.. مصر لا تتحمل هزات جديدة ولسنا في حاجة لأى فوضى كفانا ما نحن فيه.