عندما رأيت الناجية الوحيدة من هجوم المنيا الإرهابي الخسيس الطفلة جوليا إبراهيم عدلي، التلميذة بالصف الثاني الابتدائي وهي تحكي كيفية حدوث الاعتداء علي السيارة التي كانت تقلهم لزيارة دير الأنبا صموئيل دون أن تدري مدي بشاعة ما حدث وأنها لن تري أمها وأقاربها وجيرانها مرة أخرى أحسست بحجم الجرم الذي ارتكبته أنا شخصيا في حقها وأرتكبه معى ملايين من المصريين فلو أننا أخذنا ظاهرة التطرف علي محمل الجد منذ البداية بل وحتى هذه اللحظة لربما منعنا حدوث المجزرة التي تعرضت لها جوليا وأهلها وجيرانها والجرائم الإرهابية الأخرى ضد كل المصريين بلا استثناء سواء في سيناء أو القاهرة أو الوادي الجديد أو غيرها فنحن جميعا شركاء في الجريمة شئنا أم أبينا ومن حق جوليا عندما تكبر وتدرك حجم الفاجعة أن تكرهنا وألا تسامحنا وأن تحكي لأبنائها وأحفادها فيما بعد أننا تواطأنا بخوفنا و صمتنا مع من حرمها من حضن أمها ورفق أقاربها . نعم نحن شركاء أصليون في كل جرائم الإرهاب لأننا لم نفعل ما يجب علينا القيام به للتصدي له فكل واحد فينا يعرف إرهابيا أو أكثر ولكنه لا يقوم بواجبه في التصدي له فجاري الذي يتعاطف مع الإرهابيين إرهابي حتى وإن لم يحمل سلاحا وزميلي الصحفي الذي يبرر جرائم الإرهابيين إرهابي حتى وإن لم يحمل سلاحا وقريبي الذي يشمت في الضحايا سواء كانوا من رجال الجيش أو الشرطة أو الأقباط إرهابي حتي ولو لم يحمل سلاحا ولو كنا قد تصدينا لهؤلاء منذ البداية وعزلناهم ووصمناهم بالعار لكانت الأمور تغيرت فهؤلاء هم الجيش الاحتياطي لداعش وغيرها وماداموا يعيشون في مأمن بيننا سيظل الإرهاب باقيا ويتمدد أكثر وأكثر.