حسنا فعل أردوغان بغيابه عن قمة الرياض لأن حضوره كان سيصبح نشازا في وسط تجمع دولي كبير يضم الرئيس الأمريكي وقادة الدول العربية والإسلامية من أجل مناقشة كيفية مواجهة الإرهاب واجتثاث جذوره وليس يخفي علي أحد أن أردوغان ونظام حكمه يدعمان تنظيم داعش الإرهابي ويوفران كل أسباب الرعاية والدعم لتنظيم الإخوان المسلمين الذي خرجت كل فصائل وتنظيمات الإرهاب من عباءته الواسعة والفضفاضة.
حسنا إنه استحيا أن يحضر وأوفد وزير خارجيته نيابة عنه لأنه لم يكن معقولا ولا مقبولا أن يشارك أردوغان بنفسه في قمة عالمية تستهدف محاصرة الفكر الإرهابي المتطرف والعمل علي اجتثاثه من جذوره بينما هو يزهو ويتباهي برفع علامة رابعة في كل احتفالاته الهستيرية التي تزايدت وتيرتها في الآونة الأخيرة للتغطية علي الغضب الشعبي من فجاجة التعديلات الدستورية التي جعلت منه حاكما أوحد بسلطات مطلقة.
وبمناسبة الحديث عن الحالة الهستيرية التي تسيطر علي سلوك أردوغان ربما يكون ضروريا ومفيدا أن نهمس في أذنه قائلين بأن سياسات الدول ومصالح المواطنين لا ترتبط بحجم النشاط الهستيري في الاحتفاليات والخطب والمهرجانات التي ليس لها من مدلول سوي أنها تعكس صورة لانعدام الوزن وغياب الرؤية وطغيان العصبية لتغطية العجز عن قدرة الفعل والتأثير.
إن أي محب لتركيا لابد أن يشفق علي هذا الرجل الذي لم يعد في حوزته من أوراق سوي المؤامرات والشتائم والأكاذيب التي باتت مادة للضحك والفكاهة بأكثر مما يتوهم أنها مادة للتأثير في مسار الأحداث لصالح أحلامه المريضة في الزعامة واستعادة حكم السلاطين!
حسنا فعل أردوغان بغيابه عن القمة وهو غياب لم يحس به أحد سوي بعض حوارييه الذين أرادوا أن يجعلوا من هذا الغياب لغزا يثير الاهتمام فأحاطهم الصمت من كل الاتجاهات لأن مثل هذه المواقف المسرحية لا تواجه إلا بالتجاهل اللائق بها!
خير الكلام:
>> غرور وإعجاب وفرط تصلف نحو العلا بتكلف !