بالطبع نثمن كثيرا عمليات ضرب معسكرات الإرهاب وتجمعاتهم فى ليبيا، وسنقدر كثيرا إذا طالت هذه الضربات جميع المعسكرات التى تهدد أمن مصر، لكن لا يجب أن يشغلنا ملاحقة الإرهابيين فى الخارج عن تصفية إرهابيى الداخل، كما يجب ألا يصرفنا عن إعادة النظر فى المنظومة الأمنية ككل.
واقعة الاعتداء على أتوبيس ينقل مجموعة من أولادنا ببنى سويف إلى دير فى المنيا، كان من الممكن عدم وقوعها لو كان الطريق مؤمنا بالقوات، ولو كانت المحافظة بالاشتراك مع الدير قاموا بإنارة الطريق الترابي وقاموا بتركيب كاميرات فيه تكشف المنطقة المحيطة، لكنها مشيئة الله.
سبق وقلنا أكثر من مرة إن وزارة الداخلية فى حاجة لضخ وجوه شابة جديدة، تكون مهمتها إعداد الخطط اللازمة لتأمين القيادات والمنشآت والأفراد، كما أن الوزارة مطالبة بإعداد قاعدة بيانات بالأماكن والشخصيات وخط السير، ومعلومات عن العمليات التى تم تنفيذها، والتي قاموا بإحباطها، وكيفية تنفيذها والأسلحة المستخدمة بها، وعدد الذين نفذوها وأعمارهم وجنسياتهم والجماعات التى ينتمون إليها، والخطاب الدينى لهذه الجماعة، وأسماء من خططوا للعملية وكيفية تمويلها، والخطط البديلة فى حالة فشلهم فى تنفيذ العملية، وتوقيت تنفيذ العملية، ووسائل المواصلات المستخدمة، وكيفية رصد الهدف، وأسماء من يقومون بالرصد والمراقبة، يجب ان نعد قاعدة بيانات كاملة لكى يتمكن أولادنا بالشرطة والجيش من ابتكار حيل جديدة تحول ووصول الإرهابيين لهدفهم.
وربط الكاميرات بمراكز قيادة فى المنشأة أو الكمين بالإضافة إلى مركز قيادة أعلى يراقب عن بعد، سوف يوفر مادة كبيرة يمكن تحليلها، خاصة تردد البعض فى محيط المنشآت والكمائن خلال عمليات الرصد والمراقبة، كما أن هذه المراكز سوف تكون الأرشيف الذي يتلقى الصور والتسجيلات التي تنقلها الكاميرات المثبتة في سيارات الشرطة أو المركبات المتحركة، ففى حالة الاعتداء عليها يمكن لغرف القيادة أن تستعين بالصور الفيلمية التى نقلتها الكاميرات المثبتة فى السيارة.
واقترحنا للتغلب على موازنة تركيب كاميرات ان تلزم الدولة العمارات السكنية بتركيب كاميرات تكشف البوابة ومحيط العمارة، ومدخل العمارة، وأيضا المنشآت الحكومية والخاصة تلتزم بتركيب كاميرات ترصد البوابات ومحيط المبنى والشارع والمدخل، وتقوم المحليات بتركيب كاميرات على الكباري والميادين والطرق السرية والزراعية.
كما يجب إلزام الأتوبيسات السياحية والنقل العام بتركيب كاميرات داخلية وأخرى خارجية تكشف محيط السيارة، وربط هذه السيارات بأجهزة اتصال فيما بينها ومع الشرطة، ويجب عدم تحرك الرحلات الدينية أو السياحية بدون إخطار الشرطة، واثبات خط السير.
استدراك: يجب أن يعاد النظر في ساعات نوبات الحراسة على المنشآت، خاصة الليلية، على أن تكون ساعتين أو ثلاث ساعات فقط، لكي يحافظ المجند والضابط على نشاطه، لأن طول فترة الحراسة فى البرد القارص قد يدفع المجند والضابط للنوم أو حتى التراخي، وهنا يسهل للإرهابيين الاعتداء عليه أو على المنشأة، لن نخسر كثيرا ولا قليلا إذا جعلنا نوبة الحراسة ساعتين فقط.