الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
صفاء حجازي.. رحمك الله تعالي
أخطر مبني في مصر.. مبني ماسبيرو أقوي وسيلة إعلام.. أدار هذا المبني عشرات من كبار الإعلاميين ولكن التاريخ يشهد أن سيدتين وحدهما كانتا العلامة البارزة في حسن الإدارة وصاحبتا الشخصية القوية جدا مع الخبرة والدراسة وسعة الاطلاع.. تماضر توفيق في بداية الإرسال وصفاء حجازي التي فقدناها أول أمس فجأة رحمها الله رحمة واسعة.
كانت مفاجأة لي هذا الخبر الحزين المهم الذي لم يأخذ حقه علي الشاشة التي أفنت حياتها من أجلها.
لا أعتقد أن سيدة ما - أية سيدة - لاقت طوال حياتها عكوسات ومعاكسات وعراقيل وغيره ومقالب مثل بنتنا صفاء حجازي.. ويوم وصلت إلي رئاسة المبني قلت هذه أنديرنا غاندي المصرية.. بل مانديلا بعد 27 سنة سجنا واضطهادا وصل رئيسا أيضا.
***
كانت صفاء حجازي في طليعة من قرأ نشرة الأخبار التليفزيونية علي صعوبتها.. ومن اللباقة والعلم والخبرة كانت من خير من أجري أحاديث مع كبار المسئولين بشجاعة وصراحة متخطية الخطوط الحمراء المزعومة.. تشعر وأنت تتابع أي حديث لها بأنها أقوي من المسئول الكبير.. لأنها تسأل بلسان الشعب كله.. اعتزاز صفاء بعلمها وخبرتها وعملها كإعلامية تحمل مسئولية قيادة رأي عام شعب.. كل هذا يؤهلها لصعود السلم.. بل ركوب المصعد.. فهي شخصية غير عادية لاقت في حياتها ما لو تعرض له جبل لوقع.
عدالة السماء رفعتها إلي أعلي كرسي في المبني الخطير.. ثم فتح لها باب الخلود الذي لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر.. اللهم أكمل نعمك عليها وحوّل كل ما لاقته في الدنيا الفانية من عكوسات إلي نعيم فوق كل يتصور البشر.
***
بمناسبة ذكر اسم تماضر توفيق في بداية المقال.. هناك قصة قديمة عاصرتها.. في بدايات التليفزيون.. وكنا نصعد علي سقالات خشب كان المسلسل الذي يذاع في شهر رمضان هو الذي تنتظر مصر كلها مع الفزورة وألف ليلة.. وفي عام ما.. حرصت مدام تماضر علي أن تتابع كل صغيرة وكبيرة استعدادا للشهر الفضيل.. وكان نور الدمرداش "ملك الفيديو" هو صاحب مسلسل رمضان بدرجة أنه كان يسافر أحيانا إلي دول الخليج حيث الاستديوهات الحديثة ويعود مع الكاست كاملا قبل أول يوم رمضان بساعات!!! وتدور الأيام ويتولي محمد فاضل تلميذ الملك المهمة.. وأصبح هو مخرج مسلسل رمضان بدرجة أنه تعاقد ذات عام مع تليفزيون عربي في الخليج ولما اقترب رمضان وبدأ البحث عن مخرج المسلسل السنوي ورفض نور الدمرداش أن يحل محل تلميذه.. وجرت الأيام واشتد الخوف من ضياع الوقت.. هنا اتصل وزير الإعلام شخصيا بمحمد فاضل وطلب منه الحضور فورا.. عاد فاضل وبدأ العمل علي وجه السرعة.
***
أعود إلي مدام تماضر توفيق رحمها الله.
قبل الشهر الفضيل بأيام قليلة تم اختيار مسلسل رمضان.. وأثناء مرور تماضر في ردهات التليفزيون كعادتها يوميا سمعت ضحكا غير عادي من إحدي الغرف.. دخلت الغرفة فاتضح أنها مونتاج مسلسل لمحمد صبحي اسمه "مظهر بك" تأليف لينين الرملي.. فجلست تماضر ورأت مشهدين وماتت من الضحك!!! وقررت أن هذا هو مسلسل رمضان رغم أنه لم يكتمل بعد.. قررت العرض بشرط إرسال الحلقات بحيث تكون هناك حلقة أو حلقتان في الاستديو دائما.. ومشي كلام تماضر علي الوزير ومجلس الأمناء كله.. متحملة المسئولية.. أين تماضر وصفاء الآن؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف