سمير شحاتة
صباح الياسمين .. أول القصيدة... فيفى وحميدة
الابتسامة تريح النفس وتقويها، والضحكة الغالية هى التى تزيح الكآبة وتنسينا الهموم ولولفترة قصيرة، تعددت أشكال البهجة من الكوميديا الانسانية الراقية والهزلية إلى الكوميديا السوداء التى تضحكنا على معاناتنا وآلامنا، وأضافت بعض برامجنا التليفزيونية أنواعا أخرى مثل كوميديا الوقاحة وكوميديا خلع الملابس وكوميديا الصفع وضرب القفا،
كما ببرامج رامز فوق الأرض وتحتها والمقلدين له. تتعجب ان كل نجوم البرنامج ممن يتقاضون مبالغ خيالية بعملهم بالفن والرياضة، أى ليسوا بحاجة لتمزيق تاريخهم والمقامرة بالقيم ،وأن تهون عليهم أنفسهم من أجل المال، لكنها هانت، كما رأينا فيفى عبده ولاعبى الكرة مؤمن وكهربا، ركل وسحل وألفاظ مشينة فلتت من صفارة الرقيب واخترقت مسامعنا، وتخلى محمود حميدة عن رصانته ورضى بسقوط «بنطلونه» مقابل 70ألف دولار، والشكل المثير للشفقة لنادية الجندى وفنانين آخرين ارتضوا ببعثرة كرامتهم. رغم كل ذلك تحقق تلك البرامج نسبة مشاهدة ضخمة وإعلانات بالملايين، وتفسير ذلك انه يعود للمتغيرات التى نعيشها، ففى أزمنة سابقة كانت الشهامة والجدعنة لاتقبل بالإهانة وتسرع بفض المشاجرة، الآن يعشقون الفرجة على الإهانات والمشاجرات بالفضائيات، كانوا يعتبرون الفنان فردا بالأسرة، يتأثرون لمرضه وفراقه وأحيانا الانتحار حبا كما حدث عقب وفاة عبدالحليم حافظ، الآن تبث شائعات بموت فنانين محبوبين وكأنهم يحرضون الموت عليهم، ويتهافتون على أخبارهم بصفحات الفضائح، ومشاهدة ضعفهم ببرنامج رامز، خاصة ان بعض ممن يعانون قسوة العيش يزدادون نقمة بسبب الملايين التى يتقاضونها، إن اهتزاز صورة الفنان وتألق برامج الهلس هى احدى حلقات التصدع الاخلاقى بالمجتمع.. رفقا بنا.