الأهرام
اسماء الحسينى
محطات .. أكرموا رمضان
اليوم هو الخامس من شهر رمضان درة شهور السنة الهجرية، شهر الصوم والعبادة، شهر الكرم والإحسان، وقد مرت الأيام الخمسة مرور السحاب، وكذلك هو الشهر كله ضيف كريم خفيف ، يأتى ببركته ونفحاته، ولا يكلف المضيف الكثير، فلننتبه إلى إحسان وفادته وضيافته، ولا يكون ذلك فقط بالصوم عن الطعام والشراب،
فالعمل والاجتهاد والإخلاص وبذل الجهد هو أبسط مظاهر الضيافة، فأولئك الذين يتخاذلون فى أعمالهم مقصرون فى استقبال الشهر الكريم، فمن أراد صياما حقيقيا فليجسد ذلك فى عمله وسلوكه بنفس القدر الذى يحسن فى عبادته. هذا على مستوى الأفراد، أما على مستوى الدول الإسلامية فإن شهر رمضان يجب أن يكون فرصة لحقن الدماء وإصلاح ذات البين بمبادرات لوقف القتال بين المسلمين ووقف العداء بينهم وإغلاق أبواب الفتنة التى يدخل منها أعداء الشعوب. أتى إلينا رمضان هذا العام وأحوال المسلمين تشيع الحزن والأسى، فالملايين من أبناء أمتنا تقطعت بهم السبل فى الفيافى ومعسكرات النازحين واللاجئين، والأمراض والأوبئة والجوع تفتك بالملايين فى سوريا واليمن والعراق وليبيا والصومال والسودان، والمدن تحولت إلى خرائب ينعق فيها البوم وأصوات أسلحة الفتك والقتل. إن هذا المشهد الكئيب يفرض على المسلمين حكاما ومحكومين التحرك الجدى المخلص لوقف هذا التدهور فى وضع المسلمين والإسلام. لأننا إذا اختزلنا رمضان فى الجوع والعطش ومسلسلات التليفزيون السطحية الممجوجة، فإن رمضان هذا الضيف الكريم سيمضى عابسا غير راض عنا ولا مطمئن علينا، فلنكرم جميعا رمضان شهر التسامح والمغفرة والجود والكرم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف