من بين ثنايا كلمة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى القمة الأمريكية الإسلامية الأولى التى استضافتها الرياض التقطت عبارة طالما حرصت مصر على تأكيدها منذ قيام ثورة يوليو 1952 وهى أن الدفاع عن أمن منطقة الشرق الأوسط وحماية استقرارها ينبثق من داخلها.. وأهمية ما قاله ترامب إنه تأكيد لسلامة الرؤية المصرية التى دفعت مصر بسببها أثمانا باهظة منذ أن أعلنت رفضها لقيام حلف بغداد فى مطلع الخمسينات من القرن الماضي.
فى هذه الأيام الخوالى حدد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر رؤية مصر وسبب معارضتها للأحلاف العسكرية فى 4 نقاط أساسية أولها: إن الدفاع عن المنطقة ينبثق من داخلها ولا يفرض عليها من خارجها.. وثانيها : إن الشعوب العربية وحدها مسئولة عن حماية بلادها.. وثالثها: إن الأمن الحقيقى فى الشرق الأوسط هو صيانة الجبهات الداخلية فى بلدانه قبل أى شيء آخر وإن بناء مجتمع جديد تسوده الرفاهية هو دفاع أصيل وفعال عن الشرق الأوسط.. ورابعها: إن أى تنظيم دفاعى عسكرى بعد ذلك يجب أن يكون متجها إلى أى عدوان مهما كان مصدره.
والذى لم يقله عبد الناصر صراحة فى النقاط الأربع التى تحدد رؤية مصر كان مفهوما للجميع انطلاقا من أن مصر لم تكن تحبذ قيام حلف عسكرى إقليمى هدفه مواجهة الاتحاد السوفيتى وما يسمى بالخطر الشيوعى لأن لدى دول المنطقة هموم وأحلام أخرى أهمها ضرورة إنهاء الاحتلال الأجنبى والحصول على الاستقلال والسيادة الوطنية.
وتمضى الأيام والسنون وتتغير الخرائط والتحالفات ثم لا يبقى سوى صحة الموقف المصرى الذى تبناه جمال عبد الناصر قبل 60 عاما وجاء ترامب قبل أيام فى الرياض ليكرره قائلا: إن الدفاع عن المنطقة مسئولية أهلها... ما أعظم مصر وما أعظم زعمائها وما أمجد تاريخها الوطنى والعروبى المشرف الذى تجسده مجددا مبادرة مصر بضرب أوكار الإرهاب فى ليبيا لقطع الطريق على مخططات التدخل الأجنبى التى تصاعدت بعد جريمة مانشستر!
خير الكلام:
<< وإذا عزمت فكن بنفسك واثقا.. فالمستعز بغيره لايظفر!