عبد الرحمن فهمى
ذكريات - ... وقال القطار : تو .. تو
فاز الأهلي ببطولة الدوري.. كالعادة.. ولكن هذه البطولة بالذات امتازت عن غيرها بأنها جاءت قبل نهاية البطولة بأربع مباريات.. بدون هزيمة واحدة.. بأقل عدد من الأهداف التي دخلت مرماه.. نعم الأهلي سبق أن فاز بالدوري قبل النهاية أكثر من مرة.. ولكن هناك موسمين مشهورين في التاريخ.. كانت هناك مباراة واحدة قبل المباراة النهائية مع الزمالك.. وكانت نتيجة هذه المباراة كفيلة بفوز الأهلي بالبطولة قبل المباراة النهائية.. كانت هناك مباراة امام نادي الترام السكندري ومباراة أمام السويس.
مباراة الترام كتبت عنها أكثر من مرة.. وهي التي كانت علي ملعب الأهلي والحكم حسين إمام ووقعت مهازل خلال المباراة لم تحدث في تاريخ الكرة وانتهت المباراة بفوز الاهلي 3/2 بالعافية وبمخالفة كل مواد قانون اللعبة.. فقرر اتحاد الكرة إعادة المباراة بعد يومين في طنطا ورفض أحمد باشا عبود أن يلعب في طنطا.. وهدد حيدر باشا رئيس الاتحاد بتوقيع عقوبات علي الأهلي أهمها شطب كل نتائجه السابقة ونزوله دوري المظاليم فقرر عبود باشا الغاء لعبة كرة القدم بالنادي وتسريح الفرق كلها.. وتدخل أحمد باشا حسنين رئيس الديوان الملكي في الموضوع وتقرر وقف الدوري عند هذا الحد وإعلان فوز الأهلي بالبطولة.
***
المباراة الثانية في السويس مع نادي السويس.. ولابد من الفوز لكي يفوز الأهلي بالبطولة قبل لقاء الزمالك في الاسبوع الذي يليه.. وجاءت الأنباء قبل المباراة ان الزمالك سيملأ جمهوره مدرجات السويس وان بعض رموز الكرة الزملكاوية سيسافرون ليلة المباراة لحضور التمرين النهائي واسداء بعض النصائح للمدرب ولاعبيه.
قرر عم عبده البقال تأجير عدد من الاتوبيسات وسفر اكبر عدد من اعضاء النادي والجمهور.. سافرت مع الشرايعة "مراد بك ويوسف بك الشريعي" وقضينا ساعات ما قبل المباراة في فندق كان اسمه "بيل هير"- الهواء الجميل-
وضحت خطة السويس من أول دقيقة.. ولانعلم اذا كانت من تفكير مدرب السويس أو مدرب الزمالك!!!!.. وهي خطة معروفة عن المدرب فريتز النمساوي حينما كان يدرب فريق طنطا!! خطة "9-1".. تسعة لاعبين امام المرمي ولاعب واحد في منتصف الملعب ليتلقي اية كرة طويلة لينطلق بها..
إنتهي الشوط الأول بلا أهداف وينزل مختار التيتش حجرة الملابس ويلعن اللاعبين بكل انواع الشتيمة.. فيه حاجة اسمها التصويب من علي بعد.. فيه حاجة اسمها الكرات العالية علي الجانبين ليجري اللاعبون نحوها وينكشف المرمي امامكم....... يا أولاد..........
في الشوط الثاني.... استطاع توتو أن يرسل صاروخا من صواريخه إياها.. فهو يمتاز بقوة شوطاته.. استطاع ان يحرز أول هدف.. وفرح لاعبو الأهلي.. وينزل مختار التيتش ويشتم ويسب.. ويقول: مش كفاية.. مش كفاية ياأولاد..... ممكن هدف استروبيا يأتي بالتعادل.. عاوز هدف ثاني.. وقبيل النهاية يحرز توتو الهدف الثاني.
قال لي عم عبده البقال:
.. تعالي معنا.. سنعود جميعا في القطار.. ومعانا طبله ورق وعود وكمنجة.. تعالي وسيبك من اصدقائك الشعايرة!!!
وقد كان ...
وكانت رحلة العودة ولا رحلة فنية أو سياحية أو حفل زفاف.. موسيقي ورقص غناء.. رقص كل اللاعبين عدا أحمد مكاوي!!! ولا ادري من أين جاءت هذه السندويتشات والجاتوه الذي كان يكفي لكل الركاب.. وهات ياصور ايضا.
كتبت كل هذا في جريدة المساء... وكان المانشيت:
حتي القطار غني وقال تو.... تو
اسم توتو صاحب الهدفين وصاحب الفرحة