الوطن
محمد صلاح البدرى
ضربات النسور الاستباقية!!
ربما لم تكن المرة الأولى التى تخرج فيها المقاتلات المصرية من ثكناتها لتقصف مواقع خارج الحدود، فقد فعلتها فى المرة الأولى منذ عامين على خلفية إذاعة ذلك الفيديو لمقتل عشرين مصرياً على يد تنظيم داعش الإرهابى فى الأراضى الليبية.. ويبدو أيضاً أنها لن تكون الأخيرة!

لقد خرجت الطائرات المصرية لتقصف مواقع لتنظيم داعش الإرهابى داخل الحدود الليبية رداً على ذلك الحادث البشع الذى استهدف حافلة تقل أطفالاً فى رحلة لدير الأنبا صموئيل المعترف غرب مدينة مغاغة بمحافظة المنيا..!

خرجت فى نفس اللحظة التى أعلن فيها سيادة الرئيس أن مصر لن تتورع عن قصف مواقع تدريب الإرهابيين الذين يهددون أمن البلاد داخل أو خارج الحدود.. فى سابقة جديدة.. وتحول نوعى لم تشهده البلاد من قبل.. ربما منذ قيام ثورة يناير!

لقد خرجت النسور المصرية من ثكناتها لتطفئ نار المصريين جميعاً.. خرجت لتقتص لأرواح من يحملون جنسية هذا الوادى الطيب.. الذين قتلوا غدراً. بمنتهى القسوة والوحشية المتعمدة!

لا شك أن الضربة الجوية قد أثلجت صدورنا جميعاً.. بل وجعلتنا نشعر بالفخر أننا نمتلك قوات مسلحة استطاعت أن تثأر لإخواننا الذين استشهدوا فى ساعات قليلة.. ولا شك أيضاً أن تلك الضربة لن تكون الأخيرة.. فليس مستبعداً أن نسمع عن ضربات مماثلة داخل الأراضى الليبية فى القريب العاجل!

لقد كان خطاب الرئيس الأخير يمثل تحولاً نوعياً فى المواجهة العسكرية على الحدود الليبية تحديداً.. والتى أصبحت تجاور اللادولة منذ زمن ليس بالقريب!

ففيما يبدو أن الاستراتيجية المصرية لمكافحة الإرهاب التى عرضها سيادة الرئيس فى مؤتمر القمة الإسلامى الأمريكى بالرياض سيتم تنفيذها بواسطة قواتنا المسلحة.. فى تحمل واضح للمسئولية من القيادة المصرية أمام العالم.. وفى حسم وقوة فى رد الفعل لم نشاهد مثلهما من أى دولة أخرى فى الجوار!

الفكرة أن أصواتاً كثيرة باتت تنادى من داخل حدود ذلك الوادى الطيب أن تصبح الضربات العسكرية استباقية.. أن تخرج قواتنا المسلحة من خانة رد الفعل إلى خانة الفعل.. وهو مطلب ربما يكون مشروعاً فى ظل تكرار الاعتداء على المدنيين داخل الأراضى المصرية.. على الرغم مما يحمله القرار من ثقل دبلوماسى ومادى على الدولة!

إن الجيش المصرى لم يكن أبداً جيش عدوان أو احتلال.. وجنوده البواسل لم يكونوا أبداً أداة للغزو.. ولكن يبدو أن الأمر أصبح يحتاج أن نؤمّن حدودنا من الخارج مثلما نؤمّنها من الداخل!

أعرف أن التطور الذى شهدته العمليات العسكرية داخل الأراضى الليبية قد يلقى بمسئولية مضاعفة على قواتنا المسلحة الباسلة.. فقد أصبح عليها مواجهة جبهتى قتال فى الشرق والغرب.. وكلتاهما تحظى بدعم مادى ولوجيستى من دول وتنظيمات تحمل أهدافاً نوعية فى حربها على الحدود المصرية.. وما زالت تتلقى التمويل اللازم لها دون انقطاع!

إن التحركات العسكرية المصرية أثبتت أن لمصر درعاً وسيفاً.. وأن الرد على أى اعتداء على من يحمل الجنسية المصرية سوف يكون قوياً ورادعاً، ولكن أعتقد أنه قد أصبح لزاماً أن يتحرك الجيش فى ضربات مبكرة لضرب الأهداف التى تمثل خطراً على الوطن خارج الحدود.. كما ينبغى أن تصاحب تلك العمليات تحركات دبلوماسية وسياسية واسعة النطاق لقطع التمويل عن تلك التنظيمات.. وكشف تلك الأنظمة التى تقف وراء هؤلاء القتلة المأجورين الذين يعيثون فساداً فى الأرض!

إن الجيش المصرى هو الدرع الواقية ليس للدولة المصرية فحسب، بل وللأمة العربية بكاملها، فهو الجيش الوحيد المتبقى فى المنطقة، الذى لم تطله أذرع التقسيم والنزاع.. حفظ الله مصر وجيشها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف