د. حماد عبد الله حماد
قرار واجب تنفيذه فى الشارع القاهرى
كان قد اتخذ قرار فى محافظة القاهرة بمنع «العربات الكارو» من المرور فى شوارع العاصمة، وبالقطع قد شاهدنا جميعاً أن هذا القرار منعدم فى الشارع القاهرى، وبالأمس وأثناء عودتى من دار الأوبرا (بالجزيرة) حوالى العاشرة مساء، وجدت بجانبى عند مرورى على كوبرى قصر النيل (عربة كارو بحصان)! ومحملة بقليل من (البرسيم والخضروات) فى طريقها إلى ميدان التحرير، والكوبرى مكتظ بكل أنواع السيارات، ورصيف الكوبرى مكتظ بالمشاه، والمتنزهين، وكذلك بعض من رجال الامن أيضاً! دون أى إزعاج من شكل العربة الكارو بحصان فى هذا المكان الحيوى بالقاهرة. وأتذكر حينما صدر هذا القرار من محافظ القاهرة المرحوم الدكتور عبد العظيم وزير، قوبل بالهجوم،و التعلل بألفاظ ذات معانى تحمل( العطف والحنية!) ومستقبل أسر كاملة تعمل فى مهنة (العربجية!) وهى كلمة ليست عيباً ولكنها مهنة مثل «المكوجية والخيامية والميكانيكية» وغيرهم من المهن تحمل أسماء شعبية مصرية خالصة! ولكن كل شىء فى الدنيا تطور من وسائل نقل ووسائط خدمات، وهناك حتمية للتطور، تجعل من مهام المسئولين فى الوطن أن ينظموا شكل الحياة اليومية خاصة فيما يتعلق بالشأن العام، والذى يشارك فيه كل رواد المحروسة، سواء من المصريين أو من ضيوفهم الأجانب. ومن غير المعقول أن يكون (الدواء) حلو المذاق! أى أن العمليات الجراحية تجرى وفق الإحساس ببعض الآلام، كل هذه بديهيات ولكن المهم التشخيص الجيد والمحترم، والعلاج يكون تحت رقابة جيدة،مع محاولة تقليل الآثار الجانبية لهذه الأمور الطبيعية و المهم فى الامر أن لا تكتظ العاصمة «بعربات كارو وبهائم، وجاموس، وجمال» تجرى فى وسط شوارع القاهرة، وكأننا دولة متخلفة! حتى أن ما سبقتنا اليه بعض الدول ومنها «العربية والأوروبية والأمريكية» الأقل من مصر عمراً فى تاريخ الإنسانية والحضارة، قد خصصوا فى شوارعهم طرقًا سريعة وطرقًا (للبيسكيلتات) وكذلك رصيف محرر عليه خط واضح لاى مواطن مصاحب لحيوان أليف (كلب مثلا!) هكذا يتصرف المسئول عن المحليات، عن إدارة النشاط فى الشارع الواقع فى نطاق مسئوليته الإدارية. ولكن أن يترك (الحابل بالنابل) تحت مسمى «الحرية أو الحرام» أو مقولة طيب الناس هتعمل إيه ؟ هذا كلام غير منطقى، وغير موضوعى، وبالتالى غير مقبول، لأن مسئولية المحافظ ومساعديه من رؤساء الأحياء، أن يجدوا وسيلة بديلة لهؤلاء المهنيين (العربجية) لاستبدال عرباتهم (الكارو) بوسيلة نقل أخرى (صغيرة الحجم) ويخصص لمثل هذه الوسائل من النقل الخفيف، طرق خاصة وشوارع بعينها، ولا تترك هائمة وسط العاصمة، ومن الطبيعى أن تتدخل بعض الأجهزة والوزارات المسئولة عن التضامن الاجتماعى لرفع المعاناة عن هذه الفئة من «المصريين الطيبين» فى مجتمع المحروسة أثناء فترة التحول. وكان قد جرى عملية تحويل «لقائدى الترام» فى القاهرة بعد إيقافه من السير فى العاصمة (وهذا خطأ عظيم!) وتدريبهم على قيادة (التروللى باص)، وكذلك أيضا الغى التروللى فيما بعد من السير فى الطرق بالقاهرة وهذا خطأ ثانٍ أعظم، فما زالت عواصم العالم الشهيرة فى أنهار طرقها «الترام والتروللى باص» حتى يقللوا من الازدحام بالسيارات الخاصة! المهم ان الشىء غير المقبول ولا ينفذ هو قرار محافظ القاهرة بوقف سير «العربات الكارو» وسط العاصمة هذا عيب على الإدارة فى القاهرة العظيمة!