جلال الغندور
خالد على والعطار.. ولامؤاخذة الغيطى
الحمد لله الذى لا يحمد على مكروه سواه.. استطاعت الشرطة المصرية إلقاء القبض على المحامى خالد على بعد أن وصل لها بلاغ من محامٍ آخر يتهم فيه «صباع» خالد بخدش الحياء العام..!
ما لم يكشف عنه حتى الآن هو عدد القوات التى تحركت للتحفظ على «الصباع»، وما هى الضمانات التى اتخذتها الداخلية لمنع تحرك «صباع» خالد على إذ إن الأخير يستطيع تكرار جريمته الشنعاء فى أى وقت حتى وهو فى داخل محبسه، لذا أطالب بالتحفظ على أداة الجريمة «الصباع» وإن تعذر ذلك نتيجة للضرورة بتر الصباع واحتمالية غضب جمعيات حقوق الإنسان، فيجب «تجبيس الصباع» مع وضع الشمع الأحمر والأختام اللازمة.
1-
لو سألت أى طفل عن الدافع الحقيقى لحبس خالد على، سيجيبك بلا تردد أن السبب هو تداول اسم «خالد» مؤخرًا كمرشح محتمل فى الانتخابات الرئاسية 2018، ولا أعرف من المستفيد من تشويه أى شخص يرتبط اسمه بتلك الانتخابات، ففى بداية الشهر الجارى وأثناء أحد المؤتمرات دعا السياسى حمدين صباحى القوى المدنية المختلفة لضرورة التوصل لمرشح توافقى ليخوض انتخابات 2018، فى عشية تلك التصريحات خرجت الأقلام والشاشات لاعنة حمدين.
من المستفيد من تكرار تجربة انتخابات 2014 والتى كانت بلا منافسة حقيقية انعكست على الإقبال ودفعت إلى مد الانتخابات ليوم إضافى فى سابقة تاريخية وسط دعوات على الشاشات بضرورة نزول المواطنين، أنتم بذلك تضرون مصر والحياة السياسية فيها بل والرئيس السيسى نفسه.
على مدى العهود كان لدينا فى مصر مسئولين يمتازون بالغباء الخارق، يتطوعون للدفاع عن الرئيس من أخطار وهمية لا يراها غيرهم ودون أن يطلب منهم ذلك.
ففى عام 1999 وبالتزامن مع الاستفتاء الرئاسى وقتها ضاق أحد المواطنين ذرعًا بسبب قلة دخله وصعوبة ظروفه المعيشية فتوجه إلى أحد السنترالات لإرسال تلغراف يقول فيه كلمة «لا» للرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، فما كان من الموظف المسئول سوى استدعاء مدير السنترال الذى اتصل بدوره بالشرطة والتى ألقت القبض على المواطن البسيط، وبعد عدة أيام من الحبس و«البهدلة» كانت الفضيحة بعد أن اكتشف أنه لا يوجد قانون يجرم ما فعله المواطن.
مبارك نفسه خرج بتصريح رسمى أكد فيه عدم علمه بالواقعة مستنكرًا ما حدث مع المواطن، وأحال المسئولين للتحقيق.
2-
فى الأسبوع الماضى كتب الصديق أحمد شوقى العطار رئيس تحرير الصباح، مقالًا هامًا كشف عن عدم هروب حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق -كما ادعت الداخلية- وأنه مازال يعيش وسط الخدم والحشم داخل فيلته بالخمائل.
الإعلامى محمد الغيطى اتصل بالعطار فى مداخلة هاتفية ببرنامجه ليناقشه فى المقال وتطرق لموضوع آخر وهو انفراد «الصباح» بأن خالد على هو المرشح الأقرب للفريق الرئاسى فى انتخابات 2018.
الغيطى قال للعطار: «الفريق الرئاسى بتاع الإخوان» فما كان من رئيس تحرير «الصباح» غير تعديل المعلومة للمذيع قائلًا: «لأ الفريق الرئاسى بتاع الدكتور عصام حجى»، الغيطى لم يستسلم فاستطرد: «عصام حجى الإخوان»، فرد عليه العطار: «لا أعتقد أن عصام حجى له علاقة بالإخوان وهو كان مستشارًا لرئيس الجمهورية السابق عدلى منصور».
العجيب أن المذيع وضع الفيديو على الإنترنت تحت عنوان «رئيس تحرير الصباح يكشف مرشح الإخوان فى الانتخابات الرئاسية 2018»..!
أنا لا ألوم المذيع محمد الغيطى على ما فعله فهذا أسلوبه المعهود بل أتوجه باللوم للصديق أحمد شوقى العطار على حسن نيته وقبوله المداخلة مع الغيطى.
الغيطى هو نفسه صاحب المعلومة العجيبة وهى أننا أسرنا قائد الأسطول الأمريكى، وهو أيضًا صاحب المعجزة التاريخية بأن الإخوان هم سبب سقوط الأندلس، رغم أن هذا السقوط يسبق ميلاد حسن البنا مؤسس الجماعة بنحو 500 عام. وهو أيضًا صاحب السابقة الجغرافية أن هناك شارعًا فى تل أبيب باسم رابعة العدوية.
أما العطار فهو الشخص الذى اختلف معه أسبوعيًا أثناء كتابة عناوين الصفحة الأولى لجريدة الصباح بسبب حرصه على ألا يحمل «المانشيت» أكثر من وجه وأن يكون دقيقًا جدًا حتى لو أدى ذلك لإنهاء التشويق الصحفى فى العنوان.
وفى كل مرة ينتصر رئيس تحرير الصباح بسبب ترديده «لأ لازم الدقة».
بين تباين الشخصين «العطار والغيطى» لا أجد سوى ما قاله عبدالرحمن الشرقاوى فى رائعته «الحسين ثائرًا» معبرًا عن الفرق بين الكلمة عند الناس: «الكلمة نور.. وبعض الكلمات قبور».
3-
من عام تقريبًا كتبت مقالًا بعنوان «هل تطبقون القانون على الجميع؟» تساءلت فيه لماذا ألقى القبض على متظاهرى جمعة الأرض فى الوقت نفسه ترك البلطجية الذين اعتدوا عليهم وعلى الصحفيين.. ولم يحرر ضدهم محضر واحد.
واليوم أسأل السؤال نفسه إذا كانت حركة «صباع خالد على» خادشة للحياء فلماذا لم تتخذوا إجراءً ضد العشرات من الضباط واللواءات الذين قاموا بالفعل نفسه وصورهم تملأ صفحات التواصل الاجتماعى.. لماذا لم توجه أى تهمة ضد ذلك المحافظ الذى ظهر على شاشات القنوات ملوحًا بأصبعه.. فهل السبب هو أن حياءكم مطاط أم أن الأصابع أيضًا درجات؟.