الأهرام
مرسى عطا الله
مطلوب‭ ‬إحالتهم‭ ‬للجنائية‭ ‬الدولية‭!‬
أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الأجواء‭ ‬المضطربة‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬منطقتنا‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬تفرض‭ ‬علينا‭ ‬أسئلة‭ ‬عديدة‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬معرفة‭ ‬العوامل‭ ‬والظروف‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلي‭ ‬هذا‭ ‬الاضطراب‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬وإنما‭ ‬أساسا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬مواجهة‭ ‬حزمة‭ ‬الهواجس‭ ‬والشكوك‭ ‬التي‭ ‬تولدت‭ ‬وتراكمت‭ ‬ويتحتم‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬الالتفات‭ ‬للماضي‭ ‬الذي‭ ‬خلف‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الخراب‭ ‬والدمار‭ ‬والألم‭ ‬والدموع‭.‬

إن‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬حرب‭ ‬مع‭ ‬قوي‭ ‬الشر‭ ‬ومن‭ ‬ينكر‭ ‬ذلك‭ ‬كمن‭ ‬يدفن‭ ‬رأسه‭ ‬في‭ ‬الرمال‭ ‬أو‭ ‬يضع‭ ‬عصابة‭ ‬علي‭ ‬عينيه‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬يري‭ ‬الحقيقة‭ ‬بكل‭ ‬مرارتها‭ ‬وقسوتها‭ ‬فالحقيقة‭ ‬المؤكدة‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬محنة‭ ‬صنعناها‭ ‬بأيدينا‭ ‬مهما‭ ‬قيل‭ ‬عن‭ ‬مؤامرات‭ ‬الآخرين‭ ‬وتدبيرهم‭ ‬وتخطيطهم‭ ‬لنشر‭ ‬الفوضي‭ ‬وتغييب‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬أوطاننا‭ ‬المنكوبة‭ ‬علي‭ ‬يد‭ ‬جماعات‭ ‬الإرهاب‭ ‬المتحالفة‭ ‬مع‭ ‬الفوضويين‭ ‬والذين‭ ‬يحظون‭ ‬برعاية‭ ‬صريحة‭ ‬من‭ ‬حكام‭ ‬قطر‭ ‬وتركيا‭ ‬ويجدون‭ ‬تعاطفا‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬الخرطوم‭!‬

منذ‭ ‬6‭ ‬سنوات‭ ‬هبت‭ ‬علي‭ ‬أوطاننا‭ ‬عواصف‭ ‬هوجاء‭ ‬تحمل‭ ‬اسم‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬وارتضينا‭ ‬أن‭ ‬نضحك‭ ‬علي‭ ‬أنفسنا‭ ‬بمواصلة‭ ‬تصدير‭ ‬الأماني‭ ‬والأحلام‭ ‬في‭ ‬طرود‭ ‬الوهم‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تخل‭ ‬من‭ ‬صفحات‭ ‬سوداء‭ ‬تنشر‭ ‬الأحقاد‭ ‬وتثير‭ ‬الفتن‭ ‬وتعمق‭ ‬الخلافات‭ ‬تحت‭ ‬رايات‭ ‬مزيفة‭ ‬لا‭ ‬تمت‭ ‬للإسلام‭ ‬بصلة‭ ‬ليسود‭ ‬شبح‭ ‬الخوف‭ ‬في‭ ‬النفوس‭.‬

أتحدث‭ ‬هنا‭ ‬عن‭ ‬واقع‭ ‬أمة‭ ‬تحاول‭ ‬النهوض‭ ‬من‭ ‬عثرتها‭ ‬وأن‭ ‬تستجمع‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬مقومات‭ ‬قوتها‭ ‬وعزيمتها‭ ‬وصدق‭ ‬إرادتها‭ ‬لكي‭ ‬تعاود‭ ‬اللحاق‭ ‬بقطار‭ ‬العصر‭ ‬وتسترد‭ ‬مكانها‭ ‬ومكانتها‭ ‬وذلك‭ ‬يتطلب‭ ‬وضوحا‭ ‬في‭ ‬مواقف‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬الإرهابيين‭ ‬والفوضويين‭ ‬والأنظمة‭ ‬التي‭ ‬تدعمهم‭ ‬دون‭ ‬حياء‭.‬

وأول‭ ‬خطوة‭ ‬علي‭ ‬طريق‭ ‬إزاحة‭ ‬الغمة‭ ‬هو‭ ‬استكشاف‭ ‬أبعاد‭ ‬وحدود‭ ‬ما‭ ‬جري‭ ‬من‭ ‬وقائع‭ ‬كانت‭ ‬بكل‭ ‬الحساب‭ ‬السياسي‭ ‬الدقيق‭ ‬خصما‭ ‬من‭ ‬رصيد‭ ‬الأمة‭ ‬وعبئا‭ ‬ثقيلا‭ ‬علي‭ ‬حاضرها‭ ‬وبعض‭ ‬مستقبلها‭ .. ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬تنبهت‭ ‬مبكرا‭ ‬ونفضت‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬رداء‭ ‬الغيبوبة‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬2013‭ ‬ففتحت‭ ‬أبواب‭ ‬الأمل‭ ‬أمام‭ ‬سائر‭ ‬أقطار‭ ‬الأمة‭ ‬المنكوبة‭ ‬وليست‭ ‬ملاحقتها‭ ‬للإرهابيين‭ ‬فى ‬أوكارهم‭ ‬خارج‭ ‬الحدود‭ ‬سوى‭ ‬امتداد‭ ‬طبيعي‭ ‬لبرنامج‭ ‬إزاحة‭ ‬الغمة‭ ‬عن‭ ‬كاهل‭ ‬الأمة‭ ‬والذي‭ ‬قد‭ ‬يتطلب‭ ‬إحالة‭ ‬الأنظمة‭ ‬المتورطة‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬المصريين‭ ‬للمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭.‬

خير‭ ‬الكلام‭:‬

>> ‬الويل‭ ‬لمن‭ ‬يرى ‬الحقيقة‭ ‬ويتعامى‭ ‬عنها‭!‬
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف