الوفد
عباس الطرابيلى
خفض الاستهلاك.. لمقاومة الغلاء
هذه دعوة صريحة لضرب مافيا الغلاء في مصر.. الدعوة تقضي بتغيير نمط استهلاكنا لكل شيء.. وبالذات المواد الغذائية!
زمان «قوي» كنا نشتري بالكيلة والقدح، لكل أنواع الحبوب والبقول والفول.. وكنا نشتري أيضاً بالقفص.. يعني قفص برتقال. مانجو. وكنا نشتري الفراولةـ مثلاًـ بالشبرية.. وهي نوع صغير عبارة عن طبق مغزول بنوع من السمار.. وحتي التين البرشومي كنا نشتريه بالشبرية الأخري أي القفص صغير الحجم.. وما أدراكم ماهي «العدية» وكانت أيضاً مما نشتريها بكل مافيها: يعني «عدية» طماطم. وكان البيت يشتري البصل بالجوال.. والثوم بعشرات الكيلو جرامات- بعد انتهاء عصر الأقةـ وكان البيت أيضا يشتري الأرز بالشوال.. وكذلك البطاطس.. أما هواة تخليل الزيتون فكانوا يشترون الزيتون في نوع من الخوص أكبر من المقطف!
< الآن. وبعد أن التهبت أسعار كل شيء.. لماذا لا نغير من سلوكياتنا.. ونلجأ للشراء «بالواحدة». يعني أصبع واحد موز «للفرد» وبرتقالة لكل واحد ونطالب التجار بتوفير عبوات ربع كيلو: من السكر والمكرونة والأرز وزجاجة زيت بوزن نصف كيلو علي الأكثر.. وايه لزوم شراء طبق كامل من البيض، يعني 30 بيضة؟!
لماذا لا نتعود علي تخفيض ما نأكل. وبالتالي ما نشتري. لماذا لا نعرف أن الكيلو جرام به ألف جرام؟! يعني نشتري 100 جرام مما كنا نشتري منه بالكيلو.. وكذلك فول التدميس والعدس واللوبيا والفاصوليا البيضاء..
<< أم اننا مازلنا «ننكسف» إذا وقفنا أمام بائع الفاكهة لنشتري حباية كنتالوب واحدة.. كما يفعل أي انسان في أوروبا وأمريكا.. ولماذا نستهجن ما نراه في الدول المحترمة من بيع الكنتالوب.. والبطيخ بالقطعة، يعني «الشرخة» وليس شراء بطيخة كاملة قد يصل وزنها إلي 8 كيلو جرامات.. بالذمة أليس هذا حراماً.. وتبذيرا وسفها..
وأتذكر مرة وكنت في ألمانيا ودعوت مترجمي من الألمانية الي الانجليزية علي الغداء.. ووجدته ـ بعد أن أكل كل ما في الطبق.. وجدته يحاور حبة أرز واحدة بالشوكة والسكينة. ولم يهدأ إلا بعد أن وضعها في فمه فلما تعجبت قال: إحنا دافعين ثمنها!
<< وأتذكرـ أن الإخوة الخليجيين ـ في زمن الوفرة لا يكملون تناول ما طلبوه من طعام.. ويتركون بعضه في الطبق.. فهل يظنون أن ذلك نوع من الرفاهية؟! أو يشرب نصف كوب الشاي وهم الذين اخترعوا حكاية شاي الخمسينة، أي كوب الشاي الصغير.. وكذلك رشفة القهوة العربي في قاع الفنجان.
لماذا لا نغير سلوكياتنا الغذائية.. أي نقلل- ونرشد- من استهلاكنا بنفس النسبة التي زادت بها الأسعار.. بدلاً من أن نظل نشكو ونشكو ولا نأخذ قراراً حاسماً بخفض استهلاكنا.
<< ان هذا المطلب بات أمراً وطنياً في المقام الأول.. أي نواجه الغلاء بخفض الاستهلاك لنعوض ارتفاع الأسعار.. وهنا هل تعرفون «سر الرقعة المصنوعة من الجلد» في كم الجاكيت الصوف التي أصبحت موضة الشباب الآن؟ السر انهم في بريطانيا أيام الحرب العالمية الثانية كان كم الجاكيت إذا تمزق من طول الاستعمال.. يقومون بوضع قطعة جلد- حتي لا تبلي بسهولةـ مكان الجزء القماشي الذي تحلل.
<< تعالوا نفكر: كيف نواجه مافيا الغلاء بإجراء استهلاكي واحد.. فنرد الطعنة للجشعين بأكبر منها!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف