الوفد
وجدى زين الدين
العلمانية و«عزالعرب» و«عبدالعاطى»
فى حديث الأستاذ أحمد عزالعرب الرئيس الشرفى لحزب الوفد معى والنقاش المطول الذى دار بينى وبينه عن تعريف «العلمانية»، اتفقنا معا على أن العلمانية هى فصل الحكومة والسلطة السياسية عن السلطة الدينية أو الشخصيات الدينية.. والمعروف أن جذور العلمانية تعود الى الفلسفة اليونانية القديمة، وخرجت بمفهومها الحديث خلال عصر التنوير الأوروبى على يد عدد من المفكرين الذين أكدوا أن العلمانية فى حد ذاتها ليست ضد الدين بل تقف على الحياد منه.
والعلمانية فى العربية مشتقة من مفردة «علم» وهى قادمة من اللغات السامية، أما فى الإنجليزية والفرنسية فهى مشتقة من اليونانية بمعنى العامة أو الشعب، وفى عصر النهضة بات المصطلح يشير الى القضايا التى تهم العامة أو الشعب، أما فى دائرة المعارف البريطانية فتعريفها «حركة اجتماعية تتجه نحو الاهتمام بالشئون الدينية بدلاً من الاهتمام بشئون الآخرة، ويأتى ذلك فى إطار إعلاء نزعة الاهتمام بالإنسان. ولذلك نجد هنا عند فلاسفة أمريكا تعنى «أن الإكراه فى مسائل الدين أو السلوك الاجتماعى هو خطيئة واستبداد ولابد للناس من وجود حرية فى آرائهم وتصرفاتهم.
وفى هذا الصدد لا يمكن أن نغفل أول من ابتدع مصطلح العلمانية وهو الكاتب البريطانى چورچ هولوك عام 1851. ولم يضف كثيراً عما ساد فى عصر التنوير فى أوروبا، ثم يأتى تعريف الدولة العلمانية وهو قائم على فصل الدين عن الدولة.. وهناك دول تنص دساتيرها صراحة على هويتها العلمانية مثل أمريكا وكوريا الجنوبية والهند، حيث لا تحدد ديناً للدولة وتنص قوانينها على المساواة بين جميع المواطنين وتسمح بحرية ممارسة المعتقد والشرائع الدينية.
باختصار شديد الدولة العلمانية ضد الثيوقراطية وبالتالى تعتبر حكماً مدنياً.. والثيوقراطية كنظام حكم طبقه رجال الدين أو المتمسحون بالدين مثلما فعلت جماعة الإخوان عندما حكمت لمدة اثنى عشر شهراً، ذاق خلالها المصريون كل الويل والثبور وتشرذمت الدولة المصرية خلال هذه الحقبة التى استمرت لمدة عام واحد!!.
أعود الى حديث الأستاذ أحمد عزالعرب الذى دار بينى وبينه، وكان الهدف منه هو أن حزب الوفد الذى بات يقترب من المائة عام يؤمن إيماناً قاطعاً بأن الدين لله والوطن للجميع، ويدعو الى حرية غير المسلمين فى ممارسة شعائرهم الدينية كاملة دون أدنى تأثير من أية سلطة، وفى ذات الوقت يؤمن الوفد إيماناً لاشك فيه، على احترام رجال الدين واستقلال المؤسسات الدينية مثل الأزهر الشريف والكنيسة.
كانت كلمة الزميل الأستاذ سيد عبدالعاطى رئيس مجلسي إدارة وتحرير «الوفد» فى حفل توزيع جوائز مسابقة رمضان الكبرى، خلال حديثه عن العلمانية ودور حزب الوفد فى الحياة السياسية ومساهمته فى تمرس الروحانيات ورعايته الكاملة وتقديسه للمؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية، هو الذى أثار النقاش الطويل بينى وبين أحمد عزالعرب الرئيس الشرفى لحزب الوفد ـ أطال الله فى عمره والذى تعلمنا على يديه ومازلنا الكثير والكثير.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف