الأهلى
شوقى حامد
الحقائق تتكلم .. عودة الروح
دبت الروح وجرت الدماء وعادت الدموية الى أعضاء وأوصال لاعبى الأهلى فغيرت صورتهم وتعدلت أحوالهم وتحسنت عروضهم وتنامت نتائجهم .. وانعكست كل هذه المتغيرات الايجابية على جماهيرهم الغفيرة والوفية فأعادت الفريق الى بؤرة اهتماماتها وأنزلته شغاف قلبها وغمرته بتعاطفها وأحاطته بحنانها وغشيته بدعواتها ... لم تعد الجماهير تشترط احراز الفوز أو تحقيق المكسب أو حصد النقاط .. فقط طالبت لاعبيها بأداء ما عليها وبذل غاية جهدها وتقديم ذروة طاقتها .. المكسب أو الخسارة لم يكونا هما الشغل الشاغل للجماهير .. ولذلك لم ألمح حزنا أو ألما يوم أن تأخر الفوز على الداخلية .. أو تقهقر الفريق أمام الأفريقى على ملعب السويس .. شعرت الجماهير بأن لاعبيها لم يقصروا أو يضنوا بما لديهم من مهارات وامكانات وواصلت الجماهير دعمها اللا محدود ودعواتها وابتهالاتها المتواصلة الى الله أن يمنح لاعبيها التوفيق ويهبهم الدعم حتى تمكن رمضان صبحى من احراز الهدف العزيز الذى حقق التفوق على الداخلية العنيد ثم ساعد كل من أحمد عبد الظاهر – ليفك نحسه – وعماد متعب ليمارس لدغاته ويحرزا الفوز الغالى على الضيوف التوانسة .. ولعلى أعتقد أن جماهير الأهلى التى لم تكن ترضى بغير الفوز بديلا والتى لم تكن تقبل بأية أعذار أو مبررات للتخفيف من غلواء الألم والأسى عند الاخفاق .. باتت تعى تماما الظروف غير المواتية التى يمر بها الأهلى .. ضربت الاصابات أكثر من نصف تعداد الفريق وانضمت بعض الركائز الى هذه القائمة الغائبة وفى كل الخطوط .. حسين السيد ومحمد هانى فى الدفاع .. وحسام عاشور ومؤمن زكريا ووليد سليمان ومحمود حسن تريزيجيه فى الوسط وبيتر فى الهجوم ..
ومع اعترافنا بأن الأهلى لم يكن ليتأثر بالغيابات سواء للاصابة أو عدم القيد فى القائمة الأفريقية .. غير أن موقف الفريق الذى كان عليه منذ ثلاثة أسابيع يوم أن غادره المدير الفنى الأسبانى جاريدو لم يكن جيدا من جميع النواحى البدنية والفنية والذهنية والنفسية .. وقد انعكس هذا بجلاء على بعض اللاعبين خاصة الموهوبين أمثال حسام غالى وعماد متعب بالاضافة الى الصاعدين أمثال رمضان صبحى وكريم بامبو الذى لم يلمس الكرة فى عهد جاريدو وتحول الى متفرج بالمدرجات الى أن منحه كابتن فتحى مبروك الفرصة لدقائق معدودة أمام الأفريقى .. وأقولها بكل صدق وأنا أمثل الجماهير العريضة وأكاد أشعر بنبضها وأحس خفقها أنه ليس مهما الآن أن ننافس على درع الدورى أو نواصل المشوار فى الكونفيدرالية الأفريقية التى نحمل لقبها .. فقد فاتنا الكثير .. وعانينا الأكثر .. ولم يعد أمامنا فرصة جيدة فى الجبهتين .. غير أن هذا لم يعد مهما .. الأهم أن يحافظ اللاعبون على عطائهم وأدائهم وولائهم .. فان هذه المعطيات هى التى توفق الروابط بينهم وبين جماهيرهم .. الجماهير تدرك صعوبة موقفهم .. وتعى عدم مسئوليتهم عما حدث لهم .. ولذلك فهى لن تطالبهم بتحقيق المستحيل .. هى فقط ترجوهم أن يظلوا على اخراج كل ما لديهم من جهد .. وبذل كل ما عندهم من عرق .. وتقديم كل ما بجعبتهم من تضحيات .. فالأهلى يستحق منهم الكثير .. أما ضمان المكسب وتحقيق البطولات فالجماهير تدرك أن هذا وتلك يحتاج لمساعدة الأصدقاء .. ولم يعد الآن الأشداء والأقوياء الذين يسهمون فى عرقلة مسيرة الغير متوافرين .. أما المسيرة الحمراء فلها الله .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف