فيتو
د.تامر ممتاز
الثقة والاستدامة
وصلتنى رسالة من أحد القراء بخصوص الثقة والمعاملات بين الناس بالأمانة يقول فيها: "اللى بتقوله حضرتك ده كلام نظرى أنا لما بقابل حد ببقى عارف أنه جاى يِقَلِّبْنِى وهو عارف كمان إنى هَقَلِّبْه هي الحياة كده".

أخى الفاضل للأسف لأننا ندرك الأمور بمنظورنا ونعيش في احتكاك متواصل مع المحيطين بنا، فإنه مع مرور الزمان نصبح مثلهم متقبلين الوضع، وسعداء بما نحن فيه، ولا نشم الرائحة غير المستحبة إلا إذا خرجنا من المكان الذي نجلس فيه ورجعنا إليه مرة أخرى، فإننا نفاجأ بما كنا نراه عاديا.

سامحنى في التعبير فـ"التقليب" هو الكلمة المحسنة من السرقة والنصب في رداء وردى، ولهذا لا تستمر العلاقات إذ تنتهى بالخطف.. الشاطر اللى يخطف اللى في جيب التانى ويجرى، والمجد من وجهة نظرك لمن يخطف الخطفة الكبرى، للأسف إنها فلسفة أنا ومن بعدى الطوفان، وهى فلسفة على رأى المثل"إن خرب بيت أبوك اخطف منه طوبة واجرى".. إنها فلسفة لن تدوم، لأنه من سيجرب معك التجارة لن تدوم علاقتكم، لأنه لا أمانة ولا ثقة وفى النهاية.

العلاقة التجارية هي العلاقة المستدامة المبنية على الثقة والقيم والوعود غير المكتوبة، ومع أنها كذلك إلا أنها الأقوى تأثيرا في الاستدامة، وهى التي تضمن علاقات متكاملة بين الناس، يحقق كل منا الأرباح، وترتفع مستويات المعيشة التي تدهورت من خوف الناس من "التقليب"، فلم تعد الناس تثق في بعضها، فهم يخافون من بعضهم.

إننا في وضع غير مرغوب فيه من عدم استقدام الدول، وخاصة الأوروبية للمصريين في التوظيف ناتج عن هذه الصورة للمعاملات، التي أساءت للمصريين ككل، ارجوك يا سيدى راجع وجهة نظرك هذه، لأن التجارة أساسها الاستدامة التي هي أساسها الأمانة والثقة، فإن وجدا كانت المعاملات في إطار الاطمئنان.. ارجو أن أكون وضحت الصورة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف