المساء
نبيل فكرى
مساء الأمل .. سيد الأدلة
كلما حاولوا التنصل من حرق البلاد وقتل العباد. وحاول تجارهم والموالون لهم إيهامنا أن ما يحدث من قتل وحرق وهدم لا "يد" للإخوان فيه ولا "قدم".. استدعيت هذا المشهد الجامع المانع.. دليل الإدانة وسيد الأدلة الذي ننساه. حينما قال محمد البلتاجي بالصوت والصورة "والفم المليان": كل ما يحدث في سيناء يتوقف في اللحظة التي يعود فيها محمد مرسي... وعلي مرمي "شاشة أخري يقول إخواني آخر من أولئك الجالسين مع "سادة قريش" والشيطان في المشهد الكلاسيكي المحفوظ "هنفجر مصر".. قبل أن يعدد ما سوف يفعلون والخيارات المتاحة.. قنابل وسيارات مفخخة. وغيرها من وسائل التخريب وحرق وتدمير البلاد.
كلما صدر حكم ضد أحدهم أشعلوا الدنيا وهدموا "العمران" حتي كان حكم العدالة ضد مرسي وأقرانه الأخير. فكان استهداف العدالة ذاتها ممثلة في قضاتها. وقتل ثلاثة من حراسها بدم بارد. مازلت لا أقوي علي النظر إليهم مضرجين في دمائهم. بعد أن جادوا بحياتهم ثمناً للعدل.
لم يدرك الإخوان حتي الآن أنهم أصبحوا أعداء لكل الوطن. وأن البقية الباقية منهم والمندسة بيننا تعيش كما "الجرذان". ولو كانت لديهم بقية من تفكير لأدركوا أنهم انتهوا إلي غير رجعة. وأن كل ما يفعلون وما يرتكبون من إرهاب يباعد بينهم وبين مجرد التفكير في مصالحة لا تأتي أبداً علي حساب الأرواح والدماء وترويع الآمنين.
حين استجاب الرئيس السيسي لنداء كل المصريين وتم عزل هذه الصفحة السوداء في تاريخ مصر. كنت في قريتي. حيث العفوية والبساطة وكثير من الأمية واللجوء إلي القلب قبل العقل.. يومها أطلق الناس النيران ابتهاجاً بزوال الغمة. ودوت زغاريد النساء في البيوت.. كان هذا وحده كافياً للإعلان أن مصر. الأرض والبشر.. الغيط وحتي الزرع لا يريد الاستمرار في تلك الدائرة الجهنمية التي يريد أن تأخذ البلاد لما تأباه فطرتها.
كل دم مصري غال. وكل حبة رمل علي هذه الأرض غالية. وكل شهيد نودعه نشعر أنه من هذا البيت.. كل البيوت. وهؤلاء القضاة الأجلاء الذين رحلوا. بكتهم مصر بكل من فيها.. بسادتها ومعلميها وعمالها وفلاحيها. وحتي "البوابون" التواقون إلي أن يكون أبناؤهم من حراس العدالة.. بكوا الدمع السخي.. كلنا في الحزن جسد واحد. وهؤلاء القتلة لم يعودوا من هذا الجسد.. لم يعودوا أبناء لتلك الأم.
يحدث كل ما يحدث لمصر. وللأسف الشديد.. نري أقلاماً تضع السم في السم وليس في العسل. ومنابر إعلامية شتي تبدو. وكأنها تدق طبول الحرب. تستدعي مشاهد من الماضي.. تلبسها ثوب اليوم. وتمهد لحرق مصر من جديد. وبوعي وإدراك كامل. وعمالة فوق وتحت وبين السطور وتطل من الشاشات. ولا أدري هل هانت مصر علي أبنائها لهذه الدرجة. وهل حفنة من مال من هنا أو من هناك تساوي الوطن.
كلي ثقة أن المصريين بعد كل ما كابدوا من تجارب طوال السنوات الماضية. وبرغم "الضباب" الذي يحيط بهم. باتوا أكثر قدرة علي التمييز. وعلي معرفة من يريد لهم الخير. ومن يعمل لصالح غيرنا.. من يريد الحياة علي جثث المصريين.
** ما قبل الصباح :
ـ رغم أن مقالي السابق كان "احنا ولاد البوابين" إلا أن أول من أشاد به في رسالة قال فيها فوق ما أستحق. كان الدكتور محمد علي سلطان محافظ البحيرة.. إن أغضبنا مسئول فهناك في الحكومة من يسعدنا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف