الأخبار
فتحى سالم
الهزيمة والنصر يتزامنان بعد غد الإثنين
سبحان الله.. سبحانه مجمع الأضداد.. وملاقي المتنافرين.. فبعد غد الاثنين يشهد ذكري مرور خمسين عاماً علي هزيمة ٥ يونيو المشئومة.. كما يشهد نفس اليوم نصر العاشر من رمضان منذ ٤٤ عاماً مضت.. ورغم اللقاء يظل الود مفقودا بين الاثنين.. ويبقي هذا »ملح أجاج»‬ والآخر »‬شراب حلو سائغ للظامئين والصائمين» إنها دورة الأيام والسنين.. ولعلها أول مرة يحدث فيها التلاقي بين الطرفين.. والله ثم علماء الفلك أدري بتكرار ذلك من عدمه.. في ٥ يونيو ١٩٦٧ كان اندفاع وتهور وعدم استعداد ودكتاتورية القرار من عبدالناصر، أو كما قال المؤرخون »‬التهويش» لرد اعتباره من هزائمه في اليمن، وقبلها مرارة انفصال سوريا وفشله في الوحدة العربية، مع عدم إدراك، »‬الزعيم» القائد، المعلم لحقيقة قدراته في مواجهة قدرات عدوه، وعدم تقدير حسابات التوازن العالمي، نتيجة غرور وغيبوبة زرعها الإعلام المصري الرسمي المضلل منذ ١٩٥٢ في وجدانه وأعماقه مع خطيئة العلانية.فكانت الهزيمة الساحقة نتيجة طبيعية ومنطقية.. وتجرع المصريون والعرب مرارة الكأس.. بينما رقصت إسرائيل التي تحقق لها مالم تحلم به أو تتصوره أبدا.. لكن في العاشر من رمضان »‬٦ أكتوبر ١٩٧٣» تغير المشهد تماما.. قائد اسمه السادات يعتمد علي الله ولم تصبه آفة الغرور ولا الدكتاتورية فأعطي العيش لخبازه، وسلم الرمح لباريها، ووثق في ضباطه وجنوده، وقبلها في نصر الله وفي عدالة تحرير أرضه وليس ابدا طمعا في زعامة مصرية ولا عربية.. فكان الإعداد والاستعداد الجيد والسري وبرزت القيادات التي كانت مخفية: كمال حسن علي والشاذلي، والجمسي، والبدوي ومبارك وفؤاد غالي، وذكري.. و.. و.. وحاتم راعي الإعلام الصادق، فتم الاداء المبهر. ولولا فتح أمريكا ترسانة اسلحتها في أوروبا لاسرائيل ومد جسر جوي وبحري أمريكي لانقاذها بعد أن استغاثت جولدا مائير بهم، لحررت قواتنا كل سيناء دون الحاجة إلي مفاوضات ولا أي تنازلات بالاعتراف بهم والسلام معهم وهذا لا يعيب السادات أبدا.. بل إنه يؤكد عقلانيته وواقعيته التي يفتقدها العرب حتي الآن، فتضاعفت خسائرهم وأصبحوا مطية العالم.. فيا أهلا بذكري نصر العاشر من رمضان بعد غد.. وسحقا لذكري كارثة ٥ يونيو التي يتجرع كل العرب مرارتها حتي الآن!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف