صبرى غنيم
رؤساء المؤسسات الصحفية.. لماذا استبعدوهم من رئاسة التحرير؟
كوّن أن نفصل بين الادارة والتحرير معناه اننا نستبعد صحفيا ناجحا وعاشقا للصحافة من الجمع بين رئاسة التحرير وبين رئاسة مجلس الادارة.. قد يكون في نية الهيئة الوطنية للإعلام أن تضيف الي اختصاصات رئيس مجلس الادارة الإشراف علي السياسة التحريرية.. وان كنت أشك أن يقبل رؤساء التحرير تبعيتهم لرئيس مجلس الادارة حتي ولو كانت لأحدهم بصمات في الاختيار فرئيس التحرير لا يقبل أن يكون أمعة.. كنت أتمني أن تتعرف الهيئة الوطنية للإعلام من رؤساء مجالس الإدارات عن الأسباب الحقيقية لانهيار المؤسسات الصحفية، وكان عليها أن تستشير خبراء الاقتصاد عن الحلول التي تنقذ المؤسسات الصحفية من الغرق.. فمثلا الإصدارات الاسبوعية التي تسبب خسائر للمؤسسات الصحفية.. ونأخذ قرارا شجاعا مثل الذين سبقونا.. فالمرحومان مصطفي وعلي أمين اوقفا إصدار مجلة الجيل ثم مجلة » هو وهي » بسبب الخسائر في وقت كانت الصحافة الورقية علي العرش قبل ظهور الصحافة الاليكترونية.. لكن كوّن أن تصدر الهيئة الوطنية قرارات بتعيين رؤساء تحرير لهذه الإصدارات معناه أنها لا تفكر في إصلاح أحوال المؤسسات.. مع أننا ندفن رؤوسنا في الرمل ونمد أيدينا للدولة في طلب اعانة من أموال دافعي الضرائب لسداد المرتبات.. أنا عن نفسي لا أتصور أن يتفرغ كاتب ممتاز بكفاءة ياسر رزق فيدفع ثمن انتمائه لبيته اخبار اليوم ويقبل رئاسة مجلس إدارتها وهو يعلم بمشاكل الورق والطباعة والأحبار وإدارة الإعلانات ومشاكل التوزيع مع انه صانع للنجوم فهو يتبني البراعم لتصبح أسماء علي الساحة.. وكون أن يتنازل عن رئاسة التحرير فهو يري سعادته في زملائه.. فأصبح الفارس الذي أحبه كل أبناء المهنة خالد ميري رئيسا لتحرير »الاخبار» والمايسترو عمرو الخياط ابن الراحل العظيم أستاذ الكلمة المطبوعة والكلمة المسموعة رأفت الخياط.. رئيسا لتحرير »جريدة اخبار اليوم».. لذلك أقول إن فصل الادارة عن التحرير تجربة لابد منها وعلينا أن نقتدي بالذين سبقونا في إدارة الصحف فعندنا مثلا عملاقا الصحافة مصطفي وعلي أمين سلما إدارة اخبار اليوم لخبراء في الادارة فكان يديرها الدكتور سيد ابو النجا ومعه عملاقا الادارة قاسم فرحات وَعَبَد العزيز عبد العليم.. ومع ان الهيئة الوطنية للإعلام علي علم بالموقف المالي السيئ للمؤسسات الصحفية.. وإن العلاج يحتاج الي عقليات اقتصادية وليست صحفية.. فلماذا لا نستفيد من أبناء الادارات في المؤسسات الصحفية.. فمنهم شخصيات ناجحة جدا تعمل في صمت وآخر من قابلتهم احمد عمر مدير مطابع الأهرام التجارية بقليوب.. هذا الرجل قادر علي إدارة قلعة صناعية وليست مطابع ويكفي ما يحققه من إيرادات بسبب انتمائه للاهرام.. وهناك غيره في الانتماء لكن الهيئة الوطنية للإعلام لم تضع عيونها عليهم..