محمد الحداد
مع سلطانة الفن التشكيلي في صحبة جاليليو
كنت بصحبتها متوجها الي واحد من أهم مراكز الفنون في منطقة الشرق الأوسط ومصر علي وجه الخصوص.. كانت تقف مصغية لنصائح الفنان محمد عبدالجليل الشهير بجاليليو كانت تسكب ألوانها الزاهية علي اللواحة بجرأة وشغف وعشق وبراءة طفل سلطانة عبدالملك آل الشيخ الفنانة التشكيلية السعودية الموهوبة.. التي تعشق مصر حين وقفنا سويا تحت »التسقيفة» بمنطقة الخيامية.. طلبت مني الانتظار للحظات حتي تتنفس عبق المكان وتستلهم رائحة التاريخ وعراقته التفتت إليَّ قائلة : »تعالي نشوف اللوحة دي» واستجبت لها ودخلنا علي الصانع الفنان محمد كمال الذي خاطت يداه لوحة باسم المكان »التسقيفة» نظرت سلطانة آل الشيخ الي منتجات الخيامية بإعجاب شديد وكأنها في محراب الفن الجميل وابتاعت منه لوحات.. ثم كررت التفاتتها إليَّ قائلة »احنا بكره عند جاليليو». في الموعد المحدد وجدتها تقف بانتظاري علي باب مركز جاليليو للفنون واستقبلنا الفنان محمد عبدالجليل بكرمه البالغ المعهود.. كانت حواراتنا معه أقرب الي محاضرة راقية جدا في شتي مناحي الفن والحياة.. تحركات جاليليو ولمساته وتوجيهاته كأنها نورانيات تنسكب علي اللوحات لمسات مضيئة تنبض بالحياة والطاقة الايجابية.. هو فنان مطبوع بالفطرة صاحب ذائقة فنية راقية وروح وثابة.. تكاد قدماه ألا تلامس الارض.. خطواته اقرب الي الطيران منها الي المشي.. روحه محلقة وثابة.. طافت سلطانة عبدالملك آل الشيخ بألوانها الزاهية علي لوحة شديدة الروعة وصالت وجالت وأبدعت ووقفت أراقب لحظة ميلاد لوحة فنية من أنامل صديقتي الغالية سلطانة الفن.. انتهت اللوحة.. انتهت الرحلة التي استغرقت طرفة عين أو كأنها كذلك.. وهممنا بالرحيل ولسان حالي كطفل مدلل يرجوها ألا تتركني إلا بوعد ان نحضر لجاليليو مرة أخري ولكنها كانت حاسمة.. وقالت بلهجة قاطعة »الي الغد اذن يا صديقي موعدنا غدا في قصر ثقافة الغوري.. وتوجهت الي سيارتي.. عقارب الساعة تشير الي قرب موعد آذان المغرب ووقفت استعيد لحظات مرت كالبرق جرعة ارتشفت فيها حتي الثمالة جرعة من الفن النوراني علي يد صديقتي الحبيبة سلطانة عبدالملك آل الشيخ والفنان الرائع جاليليو وتمنيت ان يأتي الغد سريعا لنلحق بجرعة نورانية أخري في منطقة سيدنا الحسين علي وعد بحضور عرض التنورة لنستلهم منه نفحات موسيقية نورانية فنية أخري.