محمود صلاح
الرجل الذي تنازل عن عرش مصر
ومن هنا جاء تفكير بريطانيا في تجميع هذه السلطات كلها في يدها من خلال نظام الحماية الاستعماري لكن لم يكن هناك مصري يجرؤ علي الموافقة علي خطوة كهذه وجاءت الحماية علي مصر دون موافقة المصريين وعلي شكل مجرد اعلان من وزارة الخارجية البريطانية وتحولت دار المعتمد البريطاني في القاهرة ليصبح اسمها دار المندوب السامي وزادت بريطانيا من إحكام قبضتها علي مصر باضافة مسئولية الاشراف علي علاقات مصر الخارجية لهذا المندوب الذي أصبح في الواقع وزيرا لخارجية مصر. وتم إلغاء لقب الخديوي لانه لقب عثماني يمنحه سلطان الآستانة لحكام مصر وخلع الانجليز الخديوي عباس الثاني الذي كان معينا من قبل الآستانة وأعطوا حكم مصر للأمير حسين كامل الذي منحوه أيضا لقب سلطان لتزول سيادة تركيا علي مصر للأبد! وحين جلس السلطان حسين كامل علي عرش مصر كان قد بلغ الحادية والستين من عمره وكانت له أنشطة كثيرة في مصر فهو الذي أنشأ الجمعية الزراعية الخديوية والجمعية الخيرية الاسلامية بعد وفاة مؤسسها الشيخ محمد عبده كما ترأس جمعية الاسعاف وتولي رئاسة مجلس الشوري لمدة عامين. وبدأت مصر تعاني من السياسات البريطانية تحت ظل الحماية وكان من أشدها قسوة قيام السلطة العسكرية البريطانية بمداهمة القري المصرية واقتياد الفلاحين المصريين الي ميادين القتال في الحرب العالمية الأولي الي جانب الحلفاء ولم يكن الفلاح يحصل سوي علي خمسة قروش اذا خدم السلطة البريطانية داخل مصر ترتفع الي ثمانية قروش اذا كانت خدمته خارج مصر.. وعاني هؤلاء الأمرين وبدأوا يهربون من خدمة السلطة العسكرية البريطانية وكانت غضبة عظيمة شارك فيها حتي الأفندية لكن المثير ان بعض أبناء أسرة محمد علي وقفوا الي جانب الفلاحين في ثورتهم هذه وكان من هؤلاء الأمير كمال الدين ابن السلطان حسين كامل.