الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
عفاريت عدلي علام حقيقة!
نعم... عفاريت عدلي علام حقيقة.. هناك قصة مشهورة جدا وكان لها صدي كبير علي أعلي مستوي من الدولة.. بطل القصة أستاذي أنيس منصور.. القصة من البداية مختصرة لأبعد الحدود كالآتي:
وصل الرجل الغامض إلي ميناء الاسكندرية ومعه سيارة مرسيدس آخر موديل.. طلب من رئيس الجمرك ان يتفاهم معه ومع معاونيه علي جمرك السيارة بعد أن تنتهي الجمارك من كل الركاب وفي الهدوء خلال جلسة في مكتب رئيس الجمارك قال الرجل الغريب للجميع:
- كيف تعملون في هذه الحجرة وفي هذا الجو وهذه الروائح.. لا.. لا.. مش ممكن.. ثم أحني رأسه قرب صدره وتمتم بكلمات غير مسموعة وطبعا غير مفهومة وفجأة جو الحجرة تغير تماما.. ولا اجدع تكييف ورائحة عطر رائع يسود الحجرة!! ثم بعد دقائق قال لرجال الجمرك.. كل واحد منكم له مني هدية لزوجته.. كل واحد يحضر زجاجة كبيرة بقدر الامكان لتملأها أغلي برفان في العالم!! عندكم برميل؟؟ املأوا البرميل مياه من الحنفية.. ثم وضع البرميل بعيدا عن الرجل الغامض الذي أحني رأسه ليتمتم وطلب قمح واملأوا زجاجاتكم.. بارفان يشمه من في البواخر في البحر لا في الحجر فقط.
أثناء انشغال رجال الجمرك وغير الجمرك في ملء كل زجاجات يعثرون عليها حتي زجاجات الكازوزة.. في هذه الاثناء خرج الرجل الغامض وركب سيارته ولم يدفع شيئا.
***
انتشرت حكاية هذا الرجل الغامض لا في الجمرك بل في المطار كله.. وذات يوم طلب مني أستاذي أنيس منصور ان اذهب إليه في مكتبه مع شلة البن البرازيلي.. كنا شلة صحفيين وكتاب نتقابل عصرا أمام البن البرازيلي علي الرصيف وفوجئنا بوجود هذا الرجل الغامض مع انيس في مكتبه!! اتضح ان اسمه "محمد لبيب" ولم نعرف عنه شيئا أكثر من اسمه.. فقبل أن نجلس ونستقر فوجئنا بأحد افراد الشلة يصرخ ويريد ان ينزل بسرعة إلي الشارع فقد اتضح انه نسي مفاتيح سيارته في السيارة.. فطلب منه الرجل الغامض ان يهدأ ويقعد.. رقم سيارتك كام.. بعد ثوان.. نعم ثوان قال الرجل الغامض: من قال ان المفاتيح في السيارة المفاتيح في جيب بالنطلون!! فيما بعد عرفنا ان من عادة محمد لبيب هذا انه في أول كل جلسة دائما يفجر حكاية لكي يستولي علي القعدة ويخشاه كل الحاضرين.
***
عملها في التليفزيون علي الهواء.
طلبت أماني ناشد احدي ملكات التوك شو الكبار.. طلبت استضافة محمد لبيب بشرط وجود أنيس منصور معه - ما أن دخلا أنيس ولبيب - حتي قال لبيب لأماني ناشد: لماذا نقلت الدبلة من اليد اليسري لليد اليمني.. اليد اليمني يا مدام أماني للخطوبة فقط!! هذا قبل ان يجلس هو وأنيس.. أماني نظرت في يديها وشهقت فعلا الدبلة انتقلت إلي اليد اليمني!! وهذه هي طريقته للاستيلاء علي القعدة وكل الموجودين!!
كان برنامجا لا اعتقد ان طلبت الجماهير إعادة أي برنامج أكثر من هذا البرنامج.. بدرجة ان المذيعة الرائعة ليلي رستم طلبت من أنيس منصور استضافة الرجل ولكن يبدو ان هذا كان مستحيلا!!
***
نسيت ان أقول ان بعد أول جلسة وأول معرفة بالرجل محمد لبيب في مكتب انيس.. طلبت منه صورة له فأعطاني الصورة من محفظته لذا ونحن نغادر المكان أخذني أنيس علي جنب وقال لي: انت هنا صديق وضيف ولست صحفيا.. وعندما عدت إلي جريدة كنت في منتهي الحيرة.. هل معقول هذا الموضوع الذي لا يتكرر قط أتركه.. امال فين السبق الصحفي.. صفحة أنيس أمامها ثلاثة أيام.. لماذا لا أكتب ما رأيته بعيني؟ هل هذا معقول!.. عبدالمنعم رخا أشهر كاريكارست يكتب سؤالا ويحرقه تماما يطلب منه الرجل ان يأخذ الورق المحروق الذي تحول إلي شياط أزرق ويفركه بين يديه ثم يقرأ اجابة السؤال في كف يده اليسري!! المهم تغلبت الهواية عندي وكتبت صفحة كاملة في "الجمهورية" التي نفذت كل اعدادها.. واتصل بي أنيس منصور وقال لي: هذه آخر مرة في حياتي اتصل بك وارجوك عدم الاتصال بي قط.. وكان الخصام سنوات حتي انه امتنع عن الذهاب إلي البن البرازيلي بعد ذلك.. وبعد سنوات طويلة التقينا في قاعة كبار الزوار في المطار فأعطاني ظهره.. شددت ذراعه وعانقته وقلت له: بلاش القلب الأسود.. فقال لي وللموجودين في القاعة انه كان معه جوهرة نادرة أخذها مني فلان.. ألا يحق لي ان اغضب منه!!
***
كان زميلنا في "الجمهورية" المرحوم علاء الوكيل رئيس قسم الحوادث والقضايا فجأة اصبح اقرب صديق حميم لمحمد لبيب بحيث انه قبل انه "ظله" لا يفارقه قط حتي في سفرياته.. ثم اختفي لبيب تماما تماما.. حتي علاء الوكيل رغم اللقاء الدائم افتقده تماما.. أين ذهب؟!
لا أحد يعلم إلا الله سبحانه وتعالي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف