جلال دويدار
تميم قطر في الكويت خوفا من المصير الأسود
ثبت يقينا وبالتجربة والممارسة وبمرور السنين أنه لا يصح الا الصحيح في النهاية وأن مهما طال الزمن وتعاظمت إغراءات المظاهر الوقتية الخادعة.. فإن البقاء آخر المطاف للقيم والمباديء والمصداقية.
هذه الحقيقة الراسخة أكدتها وكرستها الأديان السماوية باعتبارها محوراً أساسياً عكسها بكل الوضوح ما تضمنته الآيات البينات من القرآن المجيد. علي هذا الاساس فإن انحراف واعوجاج السلوك والتعامل إلي جانب عدم مراعاة العلاقات السوية سواء علي مستوي الأفراد أو الدول يؤدي إن عاجلاً أو آجلاً إلي كوارث ومصائب لا يعلم مداها إلا الله.
هذا الواقع الكارثي تبناه النظام الحاكم في قطر علي يد شيخه السابق الصبياني التفكير حمد بن خليفة المنقلب علي أبيه الشيخ خليفة آل ثاني وسار علي دربه ابنه الشيخ الحالي تميم بن حمد هذه الاستراتيجية السياسية الحمقاء اتسمت بالنرجسية وعدم التقدير السليم لما يتم الاقدام عليه من تصرفات وأعمال وضحالة الفكر كان وراء عدم ادراك أن أضرار العائد في النهاية لن يقتصر علي غيرالمستهدف وإنما سوف يطوله في النهاية تفعيلاً للمثل الذي يقول »من حفر حفرة لأخيه وقع فيها».
إن عقدة الشيخ تميم ومن قبله أبوه الشيخ حمد تتمثل في أن المال الوفير من عائد ثروة الغاز والبترول الذي انعم الله به علي الامارة الصغيرة جداً بسكانها الذين لا يتعدون المائتي الف نسمة.. وأعتقد أنها بهذا المال وبالعمالة والتآمر يمكن أن يكون لهما دور وقيمة لا تتناسب بأي حال مع قزمية الحجم أرضا وبشراً.
هذه العقدة وبتأثير غياب العقلانية كانت دافعاً لاختيار طريق التآمر الذي لا يخدم سوي الاعداء المتربصين الذين يعملون علي إلحاق أبلغ الاضرار بكل دول الأمة العربية ومنهم دويلة قطر نفسها هذا التآمر لم يقتصر علي الوقوع في براثن اللعب مع الكبار دولياً وأقليمياً وإنما شمل وللأسف التورط أيضاً في الاستخدامات الاجرامية للمنظمات الارهابية المأجورة بالتحريض والتمويل.
وكما كان متوقعاً فقد وقع تميم في شر أعماله نتيجة للمتغيرات التي طرأت عالمياً وإقليمياً وهو ما أدي إلي انكشاف أمره. هذا الوضع أدي إلي كشف وانفضاح أمره التآمري سواء بالنسبة لاخوة المصير في التعاون الخليجي أو بالنسبة للحامية أمريكا ولية النعم تحت ولاية رئيسها الجديد ترامب. هذه الطامة الكبري تمثلت في تصريحاته الشيطانية التي أراد الله أن تكون طريقا للوقوع في شر أعماله.
خوفاً من المصير الأسود الذي تجسد أمام عينيه لم يجد هذا التميم بدا من البحث من مخرج لانقاذ ما يمكن انقاذه.. وجد ضالته في وساطة دولة الكويت حيث هرع إلي أميرها الشيخ صباح الأحمد متوسلاً وراجياً وساطته وتدخله لاصلاح ما أفسدته أخطاؤه وانحرافاته. لا تفسير لهذا اللجوء إلي الكويت سوي أنه تجسيد لابداء الندم والتوبة.
وليس من سبيل للقبول بهما إلا إذا كان هناك ما تضمن أنهما صادقان وعن إيمان حقيقي.