الجمهورية
مؤمن ماجد
إخناتون.. لن يعود
أبداً لن يعود اخناتون.. لن يطمس هوية مصر.. لن يمحو ملامح وجهها.. لن يرسم صورة جمجمة علي صدر الوطن حتي لو جاء في صورة غراب يرفع راية سوداء ويتوضأ بالدم ويفترش جثث الضحايا ويقيم الصلاة للشيطان.
اخناتون حكم مصر سنة 1364 قبل الميلاد.. حاول ارغام المصريين علي عبادة "أتون" وحده.. خيرهم بين الموت وأو اشهار إيمانهم بعقيدته.. هدم الأديرة وحرق الصوامع وطارد من يرفض عبادة "أتون".. لكنه مات وحيداً وبقي للمصريين تعددهم وقبولهم للآخر.
اخناتون أطلق دعوته من تل العمارنة في المنيا.. تماماً مثل اخناتون الغراب الجديد الذي أطلق دعوته من دير الأنبا صموئيل في المنيا.. الاختيار بين الموت أو اشهار الإيمان بعقيدته.. عقيدة تسمح بقتل طفلة لم تتجاوز العام من عمرها.. تتيح السطو علي مجوهرات وموبايلات ومحافظ الضحايا.. تبيح أن يدوس بقدمه علي رأس سيدة مسنة.. تعطيه الحق أن يسرق الحياة من شخص جريمته أنه يعبد الله ولكن ليس علي طريقته.
اخناتون كان يستمد قوته من نفوذ الحكم وخضوع البسطاء اخناتون الغراب الجديد يصله السلاح مجاناً.. يوفرون له التدريب والتمويل والمعلومات الاستخباراتية.. يوهموه أنه علي طريق الجنة.. يصفقون لكل رصاصة يطلقها.. يشيدون بحزامه الناسف.. يتغزلون عندما يقطع رقبة.. حتي عندما يحرق شخصاً حياً يضعون وشاح النصر علي كتفه.
اخناتون الغراب الجديد لا يحمل الجينات المصرية.. لم يحتفل بالسعف مع الأقباط.. لم يشاركهم فرحة عيد الميلاد.. لم يحضر اكليلاً.. لم يزر الكنائس والأديرة ويشاطر أبناء الوطن الأفراح والأحزان.
اخناتون الغراب الجديد تغذي من أفكار البداوة.. انتشي بطعم النفط.. تعلم علي أيدي دعاة الفتنة.. وتحالف مع الفقر والجهل والظلم الاجتماعي فأصبح يشعر أنه الأقوي.
القبض علي مجرمي كارثة المنيا لن يكون النهاية.. أمامنا طريق طويل لأننا مشغولون بالبحث عن لقمة العيش وهم مشغولون بالوضوء بالدم والصلاة للشيطان.. لكن تبقي دروس التاريخ أن المصريين لن يقبلوا مصادر ة الحق في العبادة ولن يوافقوا علي مبدأ رفض الآخر.. ولذلك.. ابداً لن يعود اخناتون.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف