نهانا الإسلام عن الغضب والانفعال الشديد، وهذا ما ينادى به العلم الحديث، لأن الأنفعال والغضب هما أساس الكثير من الأمراض النفسية والعضوية، وكذلك هذا التراث الغنى الأصيل يتضمن من الدعاء ومن السلوك القويم والعفو والتسامح ما يكفل للناس العيش فى سعادة ووئام مع أنفسهم ومع المجتمع، فإن كل فرد منا مطالب بأن ينهى نفسه عن الكراهية والضغينة وأن يوجهها نحو الصلاح والنقاء والشفافية وطهارة النفس، فإن السيئات تأتى من النفس الأمارة بالسوء وإن الله سبحانه وتعالى مضطلع على ما فى أنفسنا من خيرأ وشر ونفوسنا ستكون شاهداً علينا أمام الله.
فقد يظلم الانسان نفسه ويوقع بها الأذى والظلم بما يرتكبه فى حقها من سلوكيات غير سوية تحمل مشاعر مشحونة بالحقد والكذب وغياب الضمير وهذا ينعكس على الآخرين فى كافة المعاملات ،ومن أمراض النفس الوسوسة للإنسان ونجد هذا ذكر فى القرآن الكريم من مئات السنين وقبل أن يخرج علينا الطب النفسى بمرض"الوسوسة"الذى يعانى منه الكثيرون ،والنفس كما تكون سخية كريمة فإنها تكون أيضاً شحيحة بخيلة.. وقد تكون قوية صابرة تتحمل المشاق والآلآم، وقد تكون ضعيفة متهافتة على الدنيا تشتهى العديد من الأشياء وهذايؤدى إلى سلوك غير سوى مع من يتعامل معهم ،ولكن لابد من مصالحة أنفسنا ونتميز بالنفس اللوامة التى تلوم صاحبها وتؤنبه على ما أرتكبه من الذنوب وهذا يطلق عليه الضمير الخلقى وتكون النفس سوية صحيحة..
ومن أهم ما تتميز به النفس الشفافة تكون مسئولة عما تفعله من الخير الذى ينتج عن السلوك الطيب الحميد .أما النفس التى ينتج تحمل الشر ينتج عنها السلوك العنيف والغضب والانفعال..
ولذلك ونحن فى الشهر الفضيل علينا تنقية وتطهير نفوسنا وقلوبنا وضمائرنا لكى تتحلى سلوكياتنا بالعطاء والنقاء والشفافية ومن هنا تتحقق العدالة الاجتماعية والترابط والتراحم فى علاقاتنا ونسمو إلى حدود الشخصية المتكاملة من كافة الجوانب سواء البدنية أو العقلية أو الروحية وتأصيل القيم والمثل العليافى النفوس وتنمية العقل والفكر والضمير والقناعة والرضا ..فعندما نتميز بهذه السمات فسيكون العفو والتسامح عنوان قلوبنا.