الرأى للشعب
علاء لطفى
زمـن الخيـانـة


تمر دول مجلس التعاون بأزمة حادّة جديدة وفتنة تحمل في ثناياها خطرا جسيما يهدد الجميع بخيارات مؤلمة قد تنهى فكرة الاستمرارية في عضوية المجلس من الأساس بانضمام عدد من العواصم العربية والإسلامية وخروج أخرى.

قد نرى ونشهد انفتاح قطري على سوريا والعراق واليمن وليبيا بتشجيع روسي وانغلاق خليجي، بل خروج من مجلس التعاون الخليجي فقطر تختنق ولابد من منفذ.

شواهد الانقسام عميقة.. عمان تحاكم شبكة تجسس اماراتية.. والإمارات تحاكم شبكة تجسس قطرية والإعلام السعودي يتهم قطر بالخيانة .. لم يعد شيئا مشتركا بين دول المجلس سوى بعض الألحان والصور التذكارية.

التعنت القطري سيقودها إلي العزله كما الحال الايراني مع العالم ، الحدود والأجواء السعوديه مع الدوحة ستقفل وكذالك الأجواء الإماراتية، والبحرينية.. الأيام القادمة ستثبت تفكك مجلس التعاون الخليجي وقطر اول المنسحبين تليها الكويت وعمان.

في الوقت الذي تستشعر فيه دول الخليج بأن قطر تستقوي بإيران نري السعوديه تذهب إلي روسيا لخلق علاقات داعمة لدول مجلس التعاون وللإقليم .. السعوديه ترى أنها صبرت ما فيه الكفاية علي السلوك القطري تجاهها وهي بعد اليوم فاض صبرها ويشاركها الرؤية الامارات والبحرين بأن قطر حاله غريبة.

العلاقات القطريه ـ الخليجيه ستأخذ مسارات مختلفة ، دول الخليج لاتريد أن تصبح قطر حصان طروادة لتهريب الارهابيين الي دولهم في الوقت الذي هم يحاربوهم. لذا تلتقي الأنظار حول الوساطة الكويتية التى لو قدر لها أن تنجح فسيكون ذلك بثمانية شروط سعودية، أولها أن تسلم قطر مطلوبين ارهابيين ومعارضين للمملكة ، ثانيا اعلان تنظيم الاخوان جماعة ارهابيه في قطر، ثالثا وقف قطر عن دعم التنظيمات الارهابيه عبر اعلامها، رابعا عدم تدخل قطر بالشؤون الداخليه لدول الخليج، خامسا التوقف عن التحريض على مصر ومساعده مصر بتسليم مطلوبين، سادسا اعلان قطر أن ايران دوله ارهابيه، سابعا تعاون قطر مع دول الخليج بالحفاظ على امنها، أخيرا طرد عزمي بشاره وإيقاف او تغير سياسة قناة الجزيرة اتجاه دول الخليج.

اذا وافقت قطر على هذا الشروط سوف يتم الصلح فورا و اذا لم توقف تتحمل نتائج فعلتها وسوف يطبق عليها القانون الدول لدعمها للإرهاب. قطر بين خيارين لا ثالث لهما اما مع السعوديه والدول العربية والإسلامية او مع تنظيمات الارهابية وايران وإذا اختارت ايران والتنظيمات الارهابية سوف يتم طردها من مجلس التعاون الخليج ولن تقف دول الخليج معها.

انتهى زمن الموائمات وتبويس اللحى على حساب أمن المواطن الخليجي في معركة وجود ومواجهة للتمدد الايراني ، ولم تعد أنصاف المواقف والرجال مقبولة في تلك المرحلة الدقيقة.

الاشتباك الاعلامي يتصاعد بين الدوحة والرياض والمنامة وأبوظبي ، والتحركات فوق الأرض تبوح بأسماء العملاء والعناصر المخربة في تلك الدول، وروايات التبرير لم تعد مقبولة.

المواجهة حقيقية بكل ألم والتداعيات ستكون أكثر ايلاماً على الجميع ما لم يجرى ترتيب البيت القطرى على وجه السرعة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف