"السادة النواب خارج القاعة برجاء الدخول الي قاعة المجلس" نداء متكرر من الدكتور علي عبد العال رئيس المجلس للسادة النواب الذين يتركون القاعة خالية.. والسبب غير معروف بالغم ان منهم من كان سعيدا بمجرد دخوله قاعة المجلس لاول مرة و اخذ يتصور "سيلفي" و بقاء الحال من المحال فمن ينظر الي القاعة لا يجد الا اللون الاخضر و هو لون المقاعد خالية من النواب.
منذ مايقرب من عشرين عاما قمت بإجراء تحقيق صحفي تحت عنوان "نواب البهو الفرعوني" قمت خلال التحقيق بمواجهة النواب الذين يتركون قاعة المجلس أثناء انعقاد الجلسات و يجلسون داخل البهو الفرعوني.
و البهو الفرعوني لمن لا يعرفه هو مكان به عدد من الكراسي و الترابيزات تقدم فيه المشروبات و السندوتشات ايضا و يجلس فيه النواب و غير النواب.
جاءات أعذار النواب الذين يتركون قاعة المجلس و يجلسون في البهو الفرعوني خلال التحقيق الصحفي الذي اجريته في تسعينات هذا القرن احدهم قال انه ينتظر عدد من ابناء دائرته ليقوم بحل بعض المشاكل.. و الثاني قال انه يريد ان يتناول الافطار و فنجان القهوة طبعا.. أما الثالث قبل ان يجاوب فاشار الي رجليه فوجدته بدون حذاء و كانت اجابته انه يلمع حذاءه.
احدهم رد عليٌ السؤال بنفس السؤال و لماذ انت ايضا تترك قاعة المجلس و انك صحفي برلماني تغطي جلسات المجلس ؟ فرددت عليه سريعا باننا عين الشعب علي المجلس نعم نغطي جلسات المجلس و اجتماعات لجانه لكن في نفس الوقت يجب ان يري القارئ فيما نكتبه ما لا يراه هو داخل المجلس فاذا فعل النواب ما يستحق الاشادة و جهنا له الاشادة و الاستحسان و اذا فعل النواب غير ذالك و جهنا له النقد و اللوم.
الحال الآن في مجلس النواب لم يتغير كثيرا عما كان في الماضي فمن ينظر الي قاعة المجلس يجدها بدون نواب الا القليل.
الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب من جهته يقوم بتأجيل الجلسة حتي يكتمل العدد القانوني للنواب بالقاعة و هو 50 % + 1 الا ان الامر غير كاف بدليل انه تقريبا في كل الجلسات يحدث نفس الامر.
بل انه قام بتوجيه التحية للنواب علي حضورهم احدي الجلسات قائلا "لو كنت استطيع ان اصرف لكم مكافأة ما تردت" و كأن حضور الجلسات اصبح هو الشئ الاستثنائي و غيابهم عن الجلسات هو الشيئ الطبيعي.
و في احدي الجلسات انفعل رئيس البرلمان الدكتور علي عبد العال، على النواب بسبب كثرة الاعتذارات ؛ مهددا إياهم بوقف المناقشات حول برنامج الحكومة والذهاب للتصويت بخصوص منح الثقة للحكومة أو سحبها منها.
وقال عبد العال: "لن أغامر لآخر لحظة والإجراء سيتم ليس من المجلس وإنما من الناخبين، وهناك صلاحيات في الدستور أعرفها وما يحدث استهتار إلى أبعد الحدود بالمصلحة العامة للدولة".
كما هدد الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، بتطبيق نظام البصمة الإليكترونية في حضور الأعضاء، لإجبار النواب علي الحضور في الموعد المحدد لافتتاح الجلسة، وللقضاء علي أزمة "تزويغ النواب".
وأكد، أنه سيتم إغلاق التسجيل بعد نصف ساعة من موعد افتتاح الجلسة المعلن عنه، ومن يتأخر يعد غائبا عن الحضور، وسيتم الإعلان عنهم أمام الرأي العام، لافتا إلي أنه سيتم بعد ذلك تطبيق اللائحة علي المتغيبين.
النواب لا يعلمون انهم كممثلين للشعب لا يجب ان يتغيبوا عن الجلسات و ان اهم شئ في واجبتهم البرلمانية هو حضور المناقشات داخل قاعة المجلس و ان غيابهم المستمر عن حضور الجلسات يهدد بكارثة دستورية كما عبر من قبل الدكتور احمد عبد العال رئيس المجلس.