جلال دويدار
خواطر.. صديقة وراعية الإرهاب تحولت إلي ضحية لغدره
شاءت الاقدار ان أتواجد في لندن هذه الايام لأكون شاهدا علي حالات الرعب والهلع التي داهمتها نتيجة الحوادث الارهابية التي تعرضت لها امس الأول.
ثبت يقينا وعلي أرض الواقع أن لا الرعاية ولا الايواء ولا الحماية من الملاحقات القضائية لرموز جماعات الارهاب الدولي وفر لها ألا تكون هدفا لغدر واخطار هذا الارهاب. هل يمكن ان تفيق السلطات البريطانية وتدرك ان الفكر الارهابي لا صديق ولا حليف له وأن الغدر والتخلي عن كل القيم هما جزء من طبيعته التي لا تعترف بأي قيم أو مبادئ. حان الوقت لأن تدفع ثمنا غاليا لاخطائها وجرائمها في حق الدول والشعوب.
إن بريطانيا التي كانت عنوان الاستعمار والاستعباد استمرأت خداع وتضليل العالم بأنها تمنح حق اللجوء والإيواء والمعيشة للإرهابيين المطاردين من أوطانهم الأصلية بحجة حماية حقوق الانسان. انها في الحقيقة لم تتبن هذه السياسة التي تلحق أبلغ الضرر بالتآمر والتخريب سوي لاستخدام هذه العناصر في ممارسة السطو والنفوذ علي الدول خاصة بعد ان غربت الشمس عن نفوذها الاستعماري.
ان بريطانيا دولة الاستعمار القديم التليدة مازالت تمارس دورها القائم علي تدبير ورعاية التآمر الذي برعت فيه علي مدي عقود وعقود. اعتقدت انها وبما تبقي لها من فكرها الاستعماري التآمري يمكنها ترويض جماعات الارهاب للعمل لحساب تآمرها وبما يجنبها في نفس الوقت تعرضها لممارساته الغادرة الخسيسة. ما حدث أمس الأول من عمليات إرهابية وما سبقها قبل أسابيع مضت يؤكد افلاس سياساتها ومخططاتها. ما شهدته بعض احياء وشوارع لندن وأدي إلي وقوع ضحايا ومصابين ابرياء يؤكد واقعية ان من يضع السم سيأتي عليه اليوم الذي يتجرعه بغير ارادته.
كل الشواهد والدلائل التي تعكسها هذه الموجات الارهابية التي أصبحت لندن وبعض المدن البريطانية هدفا لها تشير الي أن ادعاء الذكاء والدهاء وقدرتهما علي اظهارها في صورة دولة الحريات والتقاليد الوهمية قد سقطت في التعايش مع الغدر الإرهابي. كم أرجو ان تكون الحوادث التي روعت مدينة لندن وسكانها دافعة للقائمين علي توجيه سياستها لادراك خطأ عدم المشاركة في الجهود الدولية التي تهدف لمحاصرة وتقليم أظافر الارهاب الأسود والحد من اخطاره التي لم تعد تستثني أحداً.
القائمون علي شئون الدولة الديمقراطية العجوز أصبحوا في حاجة ماسة إلي تغيير مفاهيمهم وسلوكياتهم وعدم الركون والاعتماد والثقة الزائدة علي امكانية السيطرة علي توجهات الارهاب بما يضمن عدم وقوعهم ضحايا له. هذا التعامل الأناني الذي انقلب عليها كان وراء قرارها في ممارسة الضغوط علينا. حدث ذلك عندما قررت حظر سياحها وطيرانها إلي المقاصد السياحية المصرية في اعقاب حادث سقوط الطائرة الروسية التي لم يكن من بين ضحاياها أي مواطن بريطاني. لعلهم يدركون الآن أن لا أحد في منجي من جرائم الارهاب وان توفير الايواء الآمن الدافئ للثعابين لا يمكن ان يحميها من هجماتها ولدغاتها.