الجمهورية
بسيونى الحلوانى
أمريكا.. وحملة تشويه صورة مصر
نؤمن كل الإيمان بأن العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف قضاء مصر الشامخ واستطاع أن ينال من بعضهم في شمال سيناء يوم تحويل أوراق إدانة مرسي وأعوانه من الإرهابيين والخونة إلي المفتي لن يثني قضاة مصر الأبطال عن تطبيق القانون. ولن يصرفهم عن القصاص ممن أجرم في حق شعبه ووطنه. ولن يخيف رجال القضاء الشرفاء. أو ينال من عزيمتهم التي لا تلين. أو يعيقهم عن أداء دورهم الوطني في النظر في القضايا المطروحة امامهم والفصل فيها بكل حيدة ونزاهة وإنصاف كما هو عهدنا بقضاتنا المشهود لهم بالكفاءة واقامة العدل بين الناس.
كما نؤمن أن الحملة العشوائية التي تقودها بعض الدول وفي مقدمتها امريكا لتشويه كل وجه جميل في مصر والتي تزايدت عقب جلسة تحويل مرسي ورفاقه من المتهمين بالخيانة والإجرام ضد الوطن لن ترهب هي الاخري القضاة ولن تصرفهم عن تطبيق العدالة التي تستريح لها ضمائرهم فنحن علي ثقة أنهم لا يتلقون توجيهات من أحد وأنهم لا يقبلون أن تتدخل أي جهة سياسية أو أمنية في أعمالهم القضائية.. وهذا ما يؤكده دائما شيوخ وشباب القضاة.
منذ أيام استمعت إلي المستشار خفاجي الذي أنقذه الله من فخ الإرهابيين امام منزله وتحدث الرجل لإحدي الفضائيات وكله ثقة في نزاهة زملائه مؤكداً أنهم لا يشغلهم علي الإطلاق الانتقام من أحد ولا تصفية حسابات مع أي شخص وأنهم يرقمون ملفات القضايا بأرقام قبل دراستها ويتناقشون في أدلة الإدانة دون معرفة بالأسماء وبعد الانتهاء منها يرجعون إلي الملفات الأصلية لتسجيل الإدانات والأحكام بأسماء أصحابها.
ما قاله المستشار خفاجي محل ثقتنا. ومحل اطمئناننا. فنحن كشعب لا نريد لقضائنا وجهاً آخر غير هذا الوجه النظيف والشريف.. فليس من مصلحتنا أن يكون قضاء مصر غير نزيه وغير موضوعي وغير محايد. لأن نزاهته وحياده مكسب كبير لنا ومكسب كبيرللوطن.
الحملة علي مصر وقضائها وجهاز الشرطة فيها لن تتوقف فالدول الغربية التي تشارك في هذه الحملة لاتزال مخترقة من العناصر الإخوانية ولا تزال تعمل وفقا لهوي بعض الدول التي لا يروق لها استقرار مصر ولذلك لن تتوقف اتهاماتها العشوائية التي تستهدف تضليل الرأي العام العالمي وتشكيكه في واقع ومستقبل مصر.
والحملة علي مصر لا تقف عند تشويه صورة قضائها الشامخ فحسب من خلال بيانات متسرعة تصدر من هنا وهناك وتعد تدخلاً سافراً في الشأن المصري.. لكن هذه الحملة التي تخطط لها امريكا وبعض الدول التي تسير في فلكها ومن بينها قطر وتركيا تعتمد علي محاور متعددة ومتنوعة فهم لا يستهدفون القضاء وحده. بل الشرطة المصرية لا تزال في مرمي نيران خصوم مصر في الخارج كما هي في مرمي نيران الإرهابيين في الداخل. واكثر ما يضحك في هذا الصدد تقرير غريب ومستفز للاتحاد الدولي لحقوق الانسان صدر منذ أيام ويزعم أن "العنف الجنسي" أداة تستخدمها الشرطة المصرية ضد المتهمين السياسيين.. وأن العديد من المتهمات قد تم اغتصابهن داخل السجون وأماكن الحجز لإجبارهن علي الاعتراف!!.
وبعيداً عن أباطيل وأكاذيب الجماعة الإرهابية التي تروج لهذا الهراء خارج مصر والتي تستقطب عناصر من الاتحاد الدولي بالمال لدفعهم إلي تشويه صورة مصر بتقارير ساذجة اتساءل: هل يمكن أن يصدق أي عاقل في مصر أن الشرطة تقوم بمثل هذه الجرائم الأخلاقية؟
ضباط وأفراد الشرطة هم أولادكم وإخوانكم وأقاربكم.. بالله عليكم إسألوهم: هل هذا الإجرام يمارس في سجوننا وأماكن حجز المتهمين. وهل رجال الشرطة في مصر اصبحوا بلا دين ولا ضمير ولا أخلاق لكي يمارسوا هذه الإجرام ضد نساء محتجزين؟!.
خسة خصوم مصر السياسيين لا تختلف كثيراً عن خسة الإرهابيين الذين يقتلون ويذبحون الأبرياء ويروعون الآمنين بتفجيرات ارهابية سقط فيها عشرات الضحايا هنا وهناك.. لم يعد عند هؤلاء ضمير ولا أخلاق فالغاية عندهم تبرر الوسيلة وكل هدفهم تشويه صورة مصر ونظام الحكم فيها الذي لا يروق لأمريكا بعد انتهاء الوصاية الأمريكية علي مصر وحكامها وأصحاب القرارات فيها.
علينا أن ندرك أن المنظمات الدولية تعمل كلها بتوجيهات من الخارجية الأمريكية. ومنذ مشاركة الرئيس السيسي في احتفالات روسيا بعيد النصر ونحن ننتظر المزيد من الاستفزازات الأمريكية والتي ظهر بعضها في التشكيك في نزاهة القضاء المصري بعد إحالة ملفات مرسي وأعوانه إلي فضيلة المفتي. وبعدها بساعات تقرير حقوق الإنسان. والضغط علي الأمين العام للأمم المتحدة لكي يهيص مع الهائصين ضد محاكمة مرسي بالخيانة والهروب من السجن إبان ثورة يناير 2011 وهي الواقعة التي شهدها العالم كله واعترف مرسي بها.
خسة خصوم مصر السياسيين لا ينبغي أن تزعجنا كما أن خسة الإرهابيين في جرائمهم وتهديداتهم لا ينبغي أن تخيفنا. فالوطن كله مستهدف. والذين يريدون إظلام مصر كثيرون في الدخل والخارج. ونحن لهم بالمرصاد.
لا نؤيد رئيساً حباً في شخص الرئيس.. ولكن من أجل استقرار البلاد والخروج بها من عنق الزجاجة.. ولا ندعم شرطة انطلاقاً بأنها بلا تجاوزات أو اخطاء.. ولكن إيماناً بأن علاج الأخطاء والتجاوزات يجب أن يتواصل حتي تستقر الحالة الأمنية للبلاد ويكون كل ضابط أو فرد أمن مدركاً لواجباته الإنسانية قبل الأمنية. ويكون منضبطاً في سلوكه وآدائه الأمني.
مصر في أمس الحاجة الآن إلي تكاتف وصمود شعبي ومواجهة حقيقية لكل من يريد أن ينال من مكانتها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف